العدد 13 - حتى باب الدار
 

تطلق تسمية "عداد الكهرباء" على الرجل الذي يسجل القراءات وعلى جهاز العداد أي "الساعة". في الماضي كانت العلاقة مع الكهرباء تمر عبر شخصين: الأول "العدّاد" الذي يقرأ الرقم ويسجله في سجل كبير يحمله بيديه، ثم يليه الثاني، وهو الجابي الذي يقوم بالإبلاغ عن المبلغ المطلوب، وقد يحصّله فعلاً، وهو مبلغ يتم حسابه بناء على الرقم الذي سجله الأول. وكان كل من الرجلين يتجنب المسؤولية المباشرة امام أصحاب المنازل أو من ينوب عنهم من زوجات وأمهات، فالأول يرفض الافصاح عن أرقامه، وإذا أفصح فإن ذلك لا يدل على المبلغ المطلوب بدقة، أما الثاني فيؤكد أنه مجرد مُنَفّذ لما قرره الأول.

منذ سنوات تم الاستغناء عن الجابي وبقي "العداد" ولكن أنيطت بهذا الأخير مهمة حساب المبلغ الى جانب قراءة الرقم، فهو يقرأ الرقم ويدخله الى جهاز يحمله بيديه فتخرج الفاتورة مفصلة بالمبلغ وملحقاته، ولكنه أعفي من التحصيل.

عموماً، وعبر العقود الماضية من عمر الكهرباء في بلادنا تميزت العلاقة مع "عداد" الكهرباء بدرجة خاصة من الحيادية ،فهو يحضر بهدوء وفي أغلب الحالات لا نراه إلا إذا كانت الساعة بداخل المنزل مما يحتاج الى طرق الأبواب والاستئذان.

الحيادية تقتصر على الجانب المالي، وهو ما قد يتغير في الأيام المقبلة لأن السعر سيتغير بين فترة وأخرى وربما بين شهر وآخر، وقد يجد الجباة المعاصرون أنفسهم معرضين لسؤال: بكم الكهرباء عندكم هذه الأيام؟ وبالتتالي فإن المحظوظ كهربائيا هو من يستطيع إقناع الجابي بتأجيل القراءة أو تعجيلها بحسب توقعات السعر، وعلى ذلك فإن تأخر قدوم الجابي عن موعده سيكون مرحباً به في حالات، وغير مرحب في حالات أخرى.

صديقي جابي كهرباء
 
14-Feb-2008
 
العدد 13