العدد 13 - احتباس حراري
 

قبل أربعة أشهر نشر العالم الاقتصادي البريطاني المعروف بروفيسور نيكولاس شتيرن أهم واشمل دراسة حول التأثيرات الاقتصادية المتوقعة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وتعتبر تلك الدراسة أهم جهد ساهم في تقوية المواقف السياسية الأوروبية خلال المؤتمر العالمي الأخير للتغير المناخي كما ساهمت في توعية العالم على حقيقة المخاطر المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري.

في سيناريوهات تقرير شتيرن خمس درجات مئوية قبل الانهيار الكبير للنظام البيئي العالمي، وهذه هي الأوضاع التي ستنشأ في العالم في حال زادت درجات الحرارة في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية من درجة واحدة إلى خمس الدرجة الاولى: تختفي الانهار الجليدية الاصغر في منطقة الأنديز، وهو ما يهدد امدادات المياه لخمسين مليون إنسان. ويموت اكثر من 300.000 انسان اضافي بسبب امراض لها علاقة بالمناخ في المناطق الاستوائية، ويفضي ذوبان الجليد الدائم الى تدمير الطرقات والبنايات في كندا وروسيا. ويصبح واحد من كل عشرة من الأنواع الحية على الأرض مهدداً بالانقراض، فيما يعاني 80بالمئة من الحيوانات المرجانية من مرض التبييض.

 الدرجة الثانية: تزداد ندرة المياه في جنوبي افريقيا ومنطقة المتوسط. ويطرأ تدن كبير على انتاج الغذاء في افريقيا حيث تؤثر الملاريا على ستين مليون شخص. ويتضرر ما يصل الى عشرة ملايين انسان اضافي من الفيضانات الساحلية كل سنة. أما الحيوانات القطبية، مثل الدب القطبي، فتواجه خطر الانقراض سوية مع حوالي 15-40بالمئة من أشكال الحياة البرية المتبقية في العالم. اما تيارات الخليج في المحيط الأطلسي والتي تحدد درجات الحرارة في أوروبا، فتشرع بالضعف فيما تبدأ لوحة الجليد في غرينلاند بالانصهار بشكل لا رجوع عنه.

الدرجة الثالثة: تحدث حالات جفاف خطيرة في جنوبي اوروبا مرة كل عشر سنوات. ويعاني ما بين بليون واربعة بلايين شخص من نقص المياه فيما يعاني رقم مماثل من الفيضانات. ويصبح العديد من الناس تحت خطر المعاناة من سوء التغذية في وقت تصل فيه المنتجات الزراعية في المرتفعات العليا الى الأوج. وفي الأثناء، يتأثر اكثر من مئة مليون شخص من خطر الفيضانات الساحلية، وتتسارع في الغضون عمليات انقراض ضخمة للحيوانات والنباتات.

الدرجة الرابعة: تعاني منطقة الصحراء الافريقية وجنوبي المتوسط مما يتراوح بين 30-50بالمئة من نقصان في وفرة المياه. وتتراجع منتجات الزراعة في افريقيا بين 15 الى 35بالمئة، ويحل الخراب بالمحاصيل في المنطقة بأسرها، ويتعرض ما يصل الى ثمانين مليون شخص اضافي للإصابة بمرض الملاريا. وتتم خسارة نصف منطقة التاندرا القطبية. وتنهار العديد من الاحتياطيات الطبيعية في الاثناء، وتبدأ اللوحة الجليدية القطبية الغربية العملاقة بالانصهار بشكل لا عودة فيه، وهو ما ينطوي على زيادات كارثية في مستويات البحر الكوني.

الدرجة الخامسة: احتمال اختفاء الانهار المتجمدة الضخمة في الهملايا، ما يؤثر على امدادات المياه لخمسة وعشرين في المائة من سكان الصين ومئات الملايين في الهند. وفي الاثناء، تزداد نسبة الاحماض في المحيطات مع تكون تهديد بانهيار كلي في صناعة صيد الاسماك الكونية، وترتفع مستويات البحار بشكل متعذر تجنبه بحيث تغمر مناطق شاسعة من آسيا وحوالي نصف مدن العالم الرئيسية، بما في ذلك لندن ونيويورك وطوكيو.

خمس درجات قبل الانهيار الكبير:كابوس الاحتباس الحراري في تقرير شتيرن
 
14-Feb-2008
 
العدد 13