العدد 12 - احتباس حراري
 

تم في مدينة دبي مؤخراً افتتاح المؤتمر العالمي الأول لطاقة المستقبل الذي يركز على إظهار أفضل سياسات وتطبيقات الطاقة المتجددة، بهدف محاربة تأثير الاحتباس الحراري والوصول إلى نظام طاقة دولي مستدام. وكان النجم الرئيسي لهذا المؤتمر هو مبادرة مصدر الإماراتية التي تضم منظومة من المشاريع الطموحة التي قد تغير من صورة آلية إنتاج وتوزيع الطاقة المستدامة في العالم العربي قريباً. وقد أعلنت «مصدر» عن بعض المبادرات المتميزة في مجال طاقة المستقبل المتجددة خلال هذا المؤتمر وهي:

1 - «صندوق مصدر للتقنيات النظيفة» (www.masdarctf.com) وهو صندوق استثماري مختص بالطاقة المتجددة، والتقنيات المستدامة المتطورة. واختتم هذا الصندوق عامه الأول محققاً مجموعة كبيرة من العمليات الناجحة قلّ نظيرها في المجتمع الاستثماري. وقام الصندوق بتوظيف معظم رأسماله الذي يبلغ 250 مليون دولار خلال العام 2007، متقدماً بذلك بسنة عن الجدول المحدد.

واستثمر الصندوق أمواله في عدد من الشركات التي تشهد عمليات توسيع لأعمالها وتركز على تطوير واستثمار تقنيات واعدة في مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، إضافة إلى معالجة وتحلية المياه.

2 - توفر “مصدر» العديد من الحوافز التي تشجع على خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، وذلك من خلال منح هذه التخفيضات قيمة مالية، بما يتوافق مع «آلية التنمية النظيفة» لبروتوكول كيوتو. ومن شأن ذلك أن يوفر للشركات في الاقتصادات النامية حول العالم، فرصة الحصول على «أرصدة كربون» قابلة للتداول، حيث باستطاعة تلك الشركات تجميع هذه الأرصدة مقابل خفض الانبعاثات الغازية من مشاريعها.

3 - تعكف “مصدر” أيضاً على تطوير مشاريع بنية تحتية مستدامة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية إلى حد كبير، مع التركيز بشكل خاص على “التقاط وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون” (CCS). وأعلنت “مصدر” في آذار/ مارس 2007 عن مبادرة استراتيجية في أبوظبي لإنشاء شبكة وطنية لالتقاط الكربون وتخزينه من أجل تعزيز كفاءة آبار النفط. وأجرت المبادرة دراسة جدوى شاملة في النصف الثاني من العام 2007 لتقييم الجوانب الاقتصادية، والخيارات المتاحة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة في أبوظبي، وضخها في آبار النفط لتعزيز الإنتاج. وستقدم الدراسة توصياتها لأول مشروع التقاط الكربون والمزمع إطلاقه في العام 2008، مع إعداد آلية تطوير الشبكة الوطنية.

4 - وقعت «مصدر» مؤخراً اتفاقية للتعاون مع «BP”(بريتيش بتروليوم) و”Rio Tinto” من أجل وضع تصاميم هندسية متكاملة لمحطة طاقة هيدروجينية على المستوى الصناعي، مع نظام التقاط وتخزين الكربون. وسيكون هذا المشروع الأكبر من نوعه على مستوى العالم، حيث سيوّلد عند اكتماله، 420 ميجاواط من الطاقة النظيفة.

5 - حققت “مصدر” تطوراً كبيراً على صعيد تقنيات الطاقة الشمسية، وسوف تستدرج قريباً عروضاً لبناء وتملّك وتشغيل مصنع للطاقة الشمسية المركزة بطاقة 100 ميجاواط في مدينة زايد التابعة لإمارة أبوظبي. وسيكون هذا المصنع الأول ضمن سلسلة من المشاريع المشابهة الإمارات، التي ستزود الشبكات القائمة حالياً بالطاقة. وسوف يستخدم المصنع تكنولوجيا مرايا القطع المكافئ، ومن المتوقع أن يصبح قيد التشغيل بنهاية العام 2010.

6 - وقعت “شبكة مصدر للأبحاث” اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات العلمية الرائدة على مستوى العالم والمتخصصة في قطاع الطاقة المستدامة، بما فيها جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة الأميركية، و«إمبيريال كوليج أوف» لندن.

وتعتزم «مصدر»، وضع حجر الأساس لتطوير «مدينة مصدر»، أول مدينة على مستوى العالم خالية من انبعاثات الكربون والنفايات والسيارات. ومن المتوقع أن تحتضن هذه المدينة 1500 شركة و50 ألف نسمة عند اكتمالها في العام 2016، وستكون مقراً لكبريات الشركات العالمية، وأبرز خبراء الطاقة المستدامة والبديلة.

وسيتم توليد الكهرباء في المدينة بوساطة ألواح شمسية كهروضوئية، في حين أن تبريدها سيتم من خلال الطاقة الشمسية المركزة. أما المياه فسيتم توفيرها بوساطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية، على أن يتم ري الحدائق التي تقع داخل نطاق المدينة والمحاصيل التي ستزرع خارجها، بالمياه العادمة بعد معالجتها في محطة خاصة بالمدينة.

مبادرات إماراتية لتطوير “طاقة المستقبل”
 
07-Feb-2008
 
العدد 12