العدد 12 - كتاب
 

أثار التعليق الذي نشر في العدد الماضي «ے 24 / 12 كانون الثاني 2008)، عن كتاب عفاف البطاينة «خارج الجسد» ردود فعل ومناقشات مطولة بين المهتمين بمن في ذلك أعضاء فريق تحرير «ے». وطرحت حول المقال شأنه شأن المقالات الأخرى، عدة ملاحظات أشار بعضها إلى أن النقد ركز على عدد من الجوانب وأغفل أخرى واستكمالاً للمقال المنشور يود الكاتب التشديد على الملاحظات التالية:

- مع التأكيد على أنه لا مبرر إطلاقاً لمنع دخول الكتاب إلى الأردن، فإنه يصعب النظر إلى الكتاب بوصفه عملاً إبداعياً روائياً أو إغفال المستوى الفني المتدني لهذا العمل الذي يؤمل من الكاتبة تجاوزه في أعمال أخرى في المستقبل.

- إن غلو الكاتبة في تصوير جوانب التخلف العديدة في المجتمع الأردني والمجتمعات العربية الأخرى، والمبالغة في استعراض ما تتعرض له المرأة في ظل البطريركية الأبوية المتسلطة، وما يعانيه المواطن من مظاهر القمع والفساد، لا ينفي في واقع الأمر شيوع هذه الظواهر ولا نزوع أعداد كبيرة من ضحاياها، إما إلى الرضى والخنوع لها، أو التمرد والثورة عليها، أو الهروب منها بالهجرة إلى بيئات ومجتمعات أخرى، أكثر ليبرالية وتحرراً. كما أن جانباً من منظومة القيم التي تدعو الكاتبة إلى الأخذ بها لا يخلو من نزعة تقدمية وحداثية على العموم.

- وبالمثل، فإن التصوير المثالي لشخصية الرجل الاسكتلندي الذي تعايشه الشخصية الرئيسية في الحكاية، بعد هجرتها الى المجتمع الجديد لا ينفي أن مقاربتنا للحداثة، بأبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية، إنما هي مستقاة من الغرب وانكشافنا وتفاعلنا مع الأفكار والممارسات الغربية، سواء بالإتصال المباشر أو غير المباشر.

- قد يكون للتشدد في تقييم الجانب الأدبي والابداعي ما يبرره، غير أن من الضروري تأكيد روح التمرد التي دفعت الكاتبة إلى وضع هذا الكتاب الاحتجاجي الجريء.

د. فايز الصّياغ: «خارج الجسد» مرة أخرى!
 
07-Feb-2008
 
العدد 12