العدد 78 - حتى باب الدار
 

لا تتوقف التأكيدات الرسمية على أن نسب النمو العالية أمر حقيقي، ولا يرقى إليه الشك (وبالطبع ليس فقط الشك، بل الكاش والكمبيالة أيضاً).

المشكلة على الدوام تكمن في عدم شعور المواطن بهذه النسب، وهناك باستمرار وعود بنمو ذي نسب يمكن الشعور بها بسهولة، ولكن لغاية الآن لم يتم العثور على نمو يشعر به المواطن، ويصل الأمر أحياناً الى الاستغراب من عدم إحساس المواطن بالنمو، وبعض المعلقين أو المسؤولين يتجرأ ويعزو الأمر الى طبيعة المواطنين الأردنيين من حيث ميلهم الى الشكوى والتذمر.

الموضوع في كل الحالات، كما يبدو، يتعلق بمسألة شعور المواطن وإحساسه، ومن غير المعروف لماذا لم يفكر احد بالمسألة من الزاوية المقابلة؟ أي لماذا لا نضع افتراضاً ولو من قبيل الافتراض الساقط، بأن المواطن قد يكون هو نفسه «قليل شعور» أو «عديم إحساس» أي باختصار «متمسح»، أو على الأقل لماذا لا نفترض أن هناك زيادة في مقدار «التمسحة» في جلود المواطنين تحول بينهم وبين الشعور بالنمو الذي تشعر به الحكومات.

مثل هذا الافتراض يسمح باعتماد استراتيجية واضحة لمقاومة «التمسحة»، وهذا يعني أن الجميع ينبغي أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي، بل بالعكس، عليهم أن يحركوا تلك الأيدي الى أقصى طاقاتها في عمليات «نخش» أو «تنخيش» متواصلة، باعتبار أن صاحب الجلد المتمسح يحتاج للكثير من «التنخيش»، على أن تحدد بدقة الفئات المستهدفة بالنخش والقائمين عليه.

استراتيجيا لمقاومة “التمسحة”
 
28-May-2009
 
العدد 78