العدد 78 - اعلامي
 

أحتشد مُدوّنون إلكترونيون من دول مختلفة، في مؤتمر متخصّص في لندن مؤخرا، مشدّدين على الإيمان بقوة التدوين الإلكتروني على شبكة الإنترنت وفعاليته. وبحثوا مستقبل التدوين وناقشوا مشكلاته.

وأشار فيصل عباس أحد المُدوّنين اللبنانيين المشاركين في المؤتمر، لوجود فارق كبير بين التدوين في أوروبا وأميركا من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى. فقد باتت «مُدوّنة هفنجتون بوست» مثلاً تنافس الصحف الأميركية الواسعة الانتشار من حيث النفوذ والتأثير».

وقال: «لو تحدثت مع خبراء في «غوغل» فستجدهم متفائلين بالتطور في الدول العربية فهي منطقة غالبيتها من الشبان ونسب التعليم فيها في تزايد».

وذكر بوتكين أزارمير، مُدوّن رقمي من إيران: «لدينا نحو 70 ألف مُدوّن إلكتروني. التدوين شائع في إيران حيث نسبة الإقبال على التعليم مرتفعة نوعاً ما مقارنة بدول أخرى. بالطبع هناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها لكنها قد تطبق أحياناً على مُدوّن، ولا تطبق على مُدوّن آخر، ما يدفع الناس إلى فرض رقابة ذاتية على أنفسهم لأنهم لا يعرفون هل سيتعرضون للعقاب أم لا، والخطوط الحمراء لا تنحصر في الإسلام الشيعي، وإنما عن تفسير محدّد له. وتشارك الأقليات النسائية والدينية بفعالية في عملية التدوين».

وتابع: «مثلاً هناك مُدوّن لقي حتفه مؤخراً في السجون الإيرانية، كان يكتب أساساً عن الموسيقى. ونسي يوماً نفسه وكتب موجهاً كلامه إلى المرشد الأعلى قائلاً «هل يمكن أن تحبني مثلما تحب نجل الشيخ (حسن) نصر الله (زعيم «حزب الله» اللبناني)؟» ولهذا السبب. اعتقل وسجن لـ 10 سنوات ونصف السنة.

وشدّد «إنني شخص قومي للغاية ولا يمكن أن أكتب ضد المصلحة الإيرانية العليا، لكني بصفة عامة ضد الطاقة النووية هنا أو في بريطانيا أو الصين أو باكستان أو أي مكان».

وقال أورين ياكوبوفيتش من منظمة «بيتسليم» الإسرائيلية المعنية بفضح انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني: «تشارك مؤسسة «بيتسليم» لحقوق الإنسان بكل أشكال التفاعل الحديث، من تدوين وفيديو وغيره، في فضح انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة».

وأشار إلى أن جزءاً من عمل تلك المنظمة يتمثل في: «توزيع أجهزة على الفلسطينيين في الضفة وغزة، كي تمكنهم من رصد الانتهاكات التي تحدث، ليقوموا بعد ذلك بإرسالها إلينا لنضعها على موقع المنظمة، وننشرها في وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات».

وأضاف: «تدرّب منظمة «بيتسليم» الناس على كتابة المُدوّنات الإلكترونية كي يمكنهم كتابة ما يتعرضون له وما يشاهدونه بأسرع وقت وعلى أوسع نطاق ممكن، لكن البعض في إسرائيل يصفهم بالخيانة، وأنا نفسي تعرضت أكثر من مرة للضرب على أيدي المستوطنين. إلا أن القانون يحمينا، فنحن في النهاية مازلنا نعيش في دولة ديمقراطية. وعندما تقع انتهاكات تجرى تحقيقات حولها كي يعاقب من يرتكبها».

مؤتمر للمدوّنين في لندن: فارق كبير بين التدوين العربي.. والغربي
 
28-May-2009
 
العدد 78