العدد 78 - الملف
 

السجل - خاص

أنشئت محمية ضانا الطبيعية العام 1993 في محافظة الطفيلة جنوبي الأردن بإدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة. هذه المحمية التي تبلغ مساحتها 228 كم مربع، واحدة من ثلاث محميات طبيعية تقوم على أرض المملكة، إلى جانب محمية وادي رم ومحمية وعجلون.

تقع المحمية فوق سلسة من الجبال والوديان التي يراوح ارتفاعها بين 100 متر تحت سطح البحر و1600 متر فوق سطح البحر. هذا الهامش الواسع من الارتفاعات والانخفاضات أدى إلى وجود أربعة أنظمة جغرافية في المحمية، كما أدى إلى تنوع في طبيعة الحياة البرية والحيوانية التي تضمها المحمية. فهنالك في المحمية 833 نوعا من النباتات، ومن بين الحيوانات التي تعيش على أرض المحمية، هنالك نحو 38 نوعا من الثدييات، أي ما يقارب 50 في المئة من الثدييات التي تعيش في الأردن، ونحو 215 نوعا من الطيور، أي ما يعادل 50 في المئة من الطيور في الأردن.

ويوجد في المحمية نحو 98 موقعا أثريا، من بينها موقع فينان الأثري الذي يعتبر ثاني أهم موقع أثري في الأردن بعد البتراء؛ وذلك لأنه يرجع إلى العصر النحاسي في التاريخ البشري

الروائي الأردني سليمان القوابعة، يرى أن محمية ضانا «متحف طبيعي متعدد المناخات، ما يؤدي إلى تعدد النباتات فيها؛ فهناك وادي فينان الذي يضم أنظمة للري مثل: السدود والقناطر والطواحين التي كانت تدار بالمياه الجارية ما يضفي لمسة جمال على الوادي».

لكن القوابعة يشير إلى تعديات كثيرة تعاني منها المحمية؛ منها ما يتعرض للآثار مباشرة من جانب الباحثين عن الدفائن، ومنها ما يحدثه الصيد الجائر من آثار سلبية على الحياة البرية في المحمية، فضلا عن التحطيب (قطع الأشجار البرية)، والرعي في أراضي المحمية، والسياحة المحلية غير المنظمة وما تتركه من آثار سلبية على أرضها ومكوناتها.

مدير محمية ضانا، عامر الرفوع، يقر بهذه التعديات التي «من شأنها إضعاف البنية التحتية للمحمية» كما يقول، إلا أنه يؤكد لـ«ے» أن هناك خطة تفتيش تم وضعها في المحمية، حتى يتسنى لنا منع كل أشكال التعدي. ويضيف: «الآن وبفعل الرقابة الدائمة والجهود التي بذلت استناداً إلى الخطة، نادرا ما يتم حدوث حالات مخالفة فردية».

إلى ذلك، فإن هنالك العديد من البرامج المستخدمة في المحمية مثل: برامج المراقبة والأبحاث، وبرامج التفتيش والحماية للحد من الاعتداءات التي تتعرض لها المحمية، وبرامج مشاريع التنمية الاجتماعية الاقتصادية، بحسب مدير المحمية عامر الرفوع، الذي أكد أن الجمعية قامت بتأسيس العديد من المشاريع للمجتمعات المحلية لزيادة الدخل بين أفرادها مثل مشاريع مشاغل الفضة، وبرامج للتعليم والتوعية البيئية.

وبحسب موقع المحمية على شبكة الإنترنت، فإنها قامت بإنشاء ثلاثة مواقع سياحية في المحمية هي: بيت الضيافة، الذي تم افتتاحه العام 1995، وهو منشأة فندقية للسائحين، الذين يتوافر لهم مشاهدة منظر بانورامي رائع للمحمية. ومخيم الرمانة الذي تأسس العام 1993، بهدف توفير خدمة المبيت للسياح. ونزل فينان البيئي الذي تم تأسيسه العام 2005 في منطقة فينان ليكون موقعاً سياحياً. وقد تم اختيار نزل فينان البيئي الواقع جنوبي محمية ضانا، في منطقة وادي عربة، أحد أفضل خمسة مواقع للسياحة البيئية في العالم. هذه النشاطات مجتمعة أدت إلى زيادة أعداد زوار المحمية إلى نحو 40 ألف زائر مبيت من 30 ألفا، بحسب إحصائية العام 2008.

في العام 1998 تم إعلان محمية ضانا الطبيعية «محمية محيط حيوي» ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، وذلك بعد أن أصبح هناك تنوع حيوي في أنواع الحيوانات والطيور والنباتات في المحمية، بالإضافة إلى التنوع في الموطن الأصلي لها «الموئل». وبذلك تكون محمية ضانا أول محمية للمحيط الحيوي في الأردن. وبحسب شبكة محميات المحيط الحيوي في العالم، فإنها أفضل مثال لمحميات المحيط الحيوي في العالم، وهو ما أكده مدير برنامج محميات المحيط الحيوي في العالم البرفيسور ثوماس شاف Thomas Schaaf خلال مؤتمر دولي عقد في الأردن في شهر حزيران/يونيو 2008، حيث قال «لنا الفخر في منظمة اليونسكو التي تشرف على محميات المحيط الحيوي في العالم، في أن تكون محمية ضانا في الأردن ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، فهي درة المحميات».

ضانا: درة محميات الأردن الطبيعية
 
28-May-2009
 
العدد 78