العدد 78 - الملف
 

السجل - خاص

سكن الطفايله عمان مابين عامي 1917 – 1921. لكن أول نواة لحي الطفايلة القائم على سفح جبل التاج في عمان الشرقية بدأ في التشكل عام 1952، بحسب الباحث أحمد أبو خليل.

بدأ الحي تجمعا لأبناء الطفيلة في عمان، حيث كان السكان ينخرطون في الأعمال الهامشية في المدينة مثل: رصف الشوارع والخدمات البلدية، لكن قسما منهم ما لبث أن توجه للعمل في المؤسسة العسكرية والقطاع الحكومي الآخذين في التوسع آنذاك، لكن قسما منهم بقي يمتهن الأعمال الهامشية تلك، وهو ما أتاح لقلة منهم العمل في التجارة والإعمال الحرة، وذلك بحسب رئيس جمعية الطفايلة السابق علي الحراسيس.

كانت البداية، وفق أبو خليل، نزوح ثلاث أو أربع عائلات من قرية عيمه قرب الطفيلة إلى عمان نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات. سكن هؤلاء في أطراف المدينة، حيث أقام بعضهم في الكهوف التي كانت تكثر في تلك المنطقة. ثم بدءوا في التجمع في منطقة جبل التاج مع بدايات الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن الحي لم يحمل التسمية المأخوذة من المدينة التي أتى منها ساكنوه إلا في نهاية الستينيات. يقول الباحث فؤاد البخاري إن شقيقته، بعد نزوحها من القدس بعد حرب 67، سكنت في حي الطفايلة، الحي الذي أصبح يعرف باسمهم. ويذكر البخاري أن الحي كان، آنذاك، يحتوي على مجموعة من البيوت ذات الطابع الشامي، وتسكنه غالبية من أبناء الطفيلة الذين ينتمون إلى الطبقتين: المتوسطة والفقيرة.

بحسب أبو خليل أن الحي يصنف من الإحياء الفقيرة بسبب الاكتظاظ الشديد والكثافة العالية للسكان، مع ضآلة الخدمات التي تقدم لهم، فضلا عن ضيق الشوارع والمساكن المتلاصقة.

ويعد حي الطفايلة من أحياء العاصمة عمان العتيقة، فهو يشرف على منطقة شرق رغدان ويقابل منطقة القصور (رغدان والديوان الملكي)، ويقع الحي على مفترق جبلين من جبال عمان السبعة القديمة هما: جبل التاج، وهو المعقل الرئيس للطفايلة، وجبل الجوفة.

ويقوم حي الطفايلة على خمس شوارع منها اثنان رئيسيان وثلاث شوارع أخرى غير رئيسية تضم الغالبية العظمى من سكان الحي، ويتوسط الحي مسجد جعفر الطيار المشيد على قطعة أرض تبلغ مساحتها 400 متر، ويتألف من طابقين، وفي جواره تقع ساحة فارغة تقام فيها مناسبات أهالي الحي الخاصة: الأعراس وبيوت العزاء والاحتفالات الدينية والوطنية.

يشتمل الحي على هيئات أهلية ورياضية منها: فرقة الطفيلة الشعبية والتراث البدوي وجمعيات سيدات حي الطفايلة للعمل التنموي والاجتماعي، ونادي جعفر الطيار لكرة القدم وجمعية جعفر الطيار الخيرية وغيرها.

يؤكد أحمد أبو خليل أن جميع أبناء حي الطفايلة أتوا من قرية عيمه في محافظة الطفيلة. وهم من عشائر الربيحات وعيال عواد الحراسيس والرعود والسعود. ويطلق على هذه العشائر اسم «الثوابية»، ويبلغ عدد سكان الحي نحو 40 ألف نسمة، وذلك بحسب أخر تعداد سكاني أجري سنة2001 بحسب رائد الحراسيس أحد سكان الحي.

على الرغم من مرور عقود طويلة على نشوء الحي، ما زال الحي يعتمد الطفيلة مرجعية له، فما يحدث فيها يؤثر في سكان الحي الذي لا يزال يتأثر في صورة مباشرة بما يحدث في المدينة الجنوبية رغم طول بعدهم عنها. وقد تجلى هذا التأثر في أسطع صوره في العام الماضي، ففي 5 تموز 2008 شهد الحي أحداث شغب على خلفية أحداث كانت شهدتها جامعة الطفيلة التقنية. ففي ذلك اليوم، وفي أثناء احتفال بتخريج دفعة من طلبة الجامعة ترأسه رئيس الجامعة سلطان أبو عرابي، هاجم أحد الحضور أبو عرابي، احتجاجا على فصلة في وقت سابق، كما ذكر فيما بعد.

بعض أفراد من عشائر العدوان التي ينتمي إليها أبو عرابي، أرادت الانتقام لابنها، فهاجموا منزل ابن الطفيلة والنائب السابق عنها عبد الله العكايلة، وهو ما أثار سكان حي الطفايلة الذين قاموا بأحداث شغب، تم على إثرها إغلاق الحي.

نزحوا إلى عمّان في العشرينيات الطفايلة أسّسوا حَيَّهُم في الخمسينيات
 
28-May-2009
 
العدد 78