العدد 78 - الملف
 

حسين أبو رمان

تمتعت الطفيلة للمرة الأولى في تاريخها بالتمثيل النيابي كدائرة انتخابية في بداية عهد المجالس النيابية العام 1947. ففي ذلك العام خصص لها، بصفتها “قضاء”، مقعد واحد. أما في عهد المجالس التشريعية الخمسة السابقة (1929-1947)، فكانت الطفيلة على الصعيد الانتخابي جزءاً من لواء معان الذي حظي بتمثيل خاص به مرتين، وتمثيل مشترك مع لواء الكرك ثلاث مرات. وقد استأثر صالح العوران بتمثيل الطفيلة في المجالس التشريعية الأربعة الأولى، فيما كان المقعد من نصيب أهالي معان في المجلس الخامس.

وتناوبت عشيرتا العوران والمحيسن على الفوز بمقعد قضاء الطفيلة في المجالس النيابية منذ العام 1947 وحتى مجلس النواب التاسع الذي انتخب قبيل احتلال الضفة الغربية العام 1967. فوز عشيرة العوران بالتمثيل كان الأكثر تكراراً، إذ حضر ممثلها، صالح العوران، تحت القبة في ستة مجالس نيابية لمرتين، ووحيد العوران للمرات الأربع التالية. أما فوز عشيرة المحيسن بمقعد القضاء، فجاء في مجلسي الأمة الثالث والرابع من خلال جودت المحيسن، ومجلس الأمة السابع من خلال شاهر المحيسن.

في العام 1984، استدعي مجلس النواب التاسع الذي كان قد حلّ العام 1976، بصفته مجلساً نيابياً جديداً حاملاً الرقم 10، وقرر المجلس العاشر إجراء انتخابات لملء الشواغر فيه بسبب الوفاة، والتي بلغ عددها في الضفة الشرقية ثمانية مقاعد أحدها للطفيلة، فاز به المرشح الإسلامي عبدالله العكايلة.

في انتخابات 1989 التي دشنت عودة الحياة البرلمانية، اعتبرت محافظة الطفيلة دائرة انتخابية واحدة، ومثلت بثلاثة مقاعد من أصل 80 مقعداً هي عدد مقاعد مجلس النواب الحادي عشر (1989-1993). مرشحو جبهة العمل الإسلامي حصدوا مقعدين من مقاعد المحافظة الثلاثة، فاز بهما عبد الله العكايلة (4587 صوتاً) الذي احتفظ بمقعده الذي كان احتله في الانتخابات التكميلية العام 1984، وفؤاد الخلفات (4454 صوتاً)، فيما كان المقعد الثالث من نصيب إبراهيم الغبابشة (3526 صوتاً).

وفي انتخابات العام 1993، احتفظ عبد الله العكايلة (2398 صوتاً) بمقعده، برصيد ثلاث دورات متتالية منذ العام 1984، فيما جاء محمد الداودية في المرتبة الأولى (2568 صوتاً)، وراتب السعود في المرتبة الثالثة (1931 صوتاً).

في انتحابات العام 1997، قاطع الإخوان المسلمون وذراعهم السياسي، حزب جبهة العمل الإسلامي، الانتخابات، لكن القيادي في الجبهة عبد الله العكايلة لم يلتزم بقرار المقاطعة، ورشّح نفسه في الطفيلة، ونجح برغم ذلك بالاحتفاظ بمقعده تحت القبة للمرة الرابعة على التوالي، حيث حلّ في المركز الثاني (2104 صوتاً)، وقد أدى ذلك إلى إنهاء صلته التنظيمية بالحزب. أما المركز الأول فكان من نصيب محمد العوران (2967 صوتاً) وهو ابن صالح العوران، أول من مثّل الطفيلة في المجالس التشريعية ثم النيابية، وحل صدقي الشباطات في المركز الثالث برصيد 2092 صوتاً.

نواب الطفيلة كانت حصتهم جيدة في الوزارات التي كان بعض حملة حقائبها نوابا في الفترة 1989-1997. ففي العام 1990، عيّن عبد الله العكايلة وزيراً للتربية والتعليم في تعديل على حكومة مضر بدران الرابعة، إلى جانب أربعة وزراء آخرين من نواب الإخوان المسلمين حملوا حقائب الأوقاف والصحة والعدل والتنمية الاجتماعية. وكان قد سبق العكايلة إلى المشاركة في حكومة مضر بدران الرابعة لدى تشكيلها، النائب إبراهيم الغبابشة الذي عُين وزيراً للشباب.

ودخل إلى الوزارة أيضاً محمد داودية وراتب السعود من نواب المجلس النيابي الثاني عشر المنتخب العام 1993. فقد عُين راتب السعود وزيراً للتعليم العالي في تعديل على حكومة عبدالسلام المجالي الأولى خلال الفترة من أواسط العام 1994 إلى مطالع العام 1995. وواصل السعود حمل حقيبة التعليم العالي في حكومة زيد بن شاكر الثالثة والأخيرة (1995-1996).

أما محمد داودية، فقد دخل الوزارة مرتين؛ الأولى بصفة وزير للشباب في حكومة عبدالكريم الكباريتي (1996-1997)، والثانية في حكومة فيصل الفايز (2003-2004)، وزيراً للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية، وكان داودية أول من يحمل حقيبة وزارة التنمية السياسية التي استحدثت في عهد حكومة فيصل الفايز. وكلّف لاحقاً النائب السابق محمد العوران بحمل حقيبة التنمية السياسية في تعديل على حكومة معروف البخيت في تشرين الثاني/نوفمبر 2006.

قانون الانتخاب المؤقت رقم 34 لسنة 2001، والذي ما زال ساري المفعول كقانون مؤقت، رفع تمثيل محافظة الطفيلة من ثلاثة إلى أربعة مقاعد، وقسم المحافظة إلى دائرتين؛ دائرة لواء القصبة ولها ثلاثة مقاعد، ودائرة لواء بصيرا ولها مقعد واحد.

فاز بمقاعد لواء قصبة الطفيلة الثلاثة في انتخابات مجلس النواب الرابع عشر المنتخب العام 2003، إبراهيم العطيوي (3500 صوت)، عبدالله العكايلة (3412 صوتاً)، وبهذا يكون العكايلة قد حجز لنفسه دورة خامسة تحت القبة، وحسين القيسي (2719 صوتاً). فيما فاز أحمد النعانعة بمقعد لواء بصيرا (997 صوتاً).

من الوقائع اللافتة في انتخابات 2003 أن محافظة الطفيلة نجحت في انتزاع مقعدين من المقاعد الستة المخصصة للكوتا النسائية، مستفيدة من صغر دوائرها الانتخابية من حيث عدد الناخبين فيها. فقد فازت أنصاف الخوالدة عن دائرة لواء بصيرا بأحد مقاعد الكوتا بحصولها على 365 صوتاً، وجاءت في المرتبة الرابعة، فيما فازت أدب السعود في دائرة لواء القصبة بالمقعد الآخر بـ 1132 صوتاً، وحلّت في الموقع السادس.

انتخابات مجلس النواب الخامس عشر، الحالي، شهدت تغيرات مهمة، فقد غاب عبد الله العكايلة عن المشهد للمرة الأولى منذ العام 1984، وفاز بجميع مقاعد المحافظة الأربعة رجال أعمال. ومن بين هؤلاء، إبراهيم العطيوي (4758 صوتاً)، وهو الوحيد الذي احتفظ بمقعده. وفاز بمقعدي لواء القصبة الآخرين؛ عبد الرحمن الحناقطة (3946 صوتاً)، ومحمد عواد (3750 صوتاً)، فيما فاز بمقعد لواء بصيرا محمد السعودي (5365 صوتاً).

محافظة الطفيلة نجحت مرة أخرى في انتخابات مجلس النواب الخامس عشر في حجز أحد المقاعد الستة المخصصة للكوتا النسائية، من خلال أنصاف الخوالدة المرشحة عن لواء بصيرا، والتي احتفظت بالمقعد مع رفع عدد أصواتها من 365 صوتاً في انتخابات 2003، إلى 1376 صوتاً في انتخابات 2007، وحلّت بذلك في المرتبة الأولى.

الطفيلة البرلمانية: العوران مثّلها 4 دورات في التشريعي والعكايلة 5 مرات في النيابي
 
28-May-2009
 
العدد 78