العدد 77 - حتى باب الدار
 

الإصبع.. هناك عشر منها، خمس في كل يد، خنصر وبنصر ووسطى وسبابة وإبهام.

والعلم المتخصص بالإنسان - فيزيولوجيا - يفرد للإبهام وحركته القابضة على بقية الأصابع، دوراً مهماً في تطور الإنسان بالإجمال، ولا نشترك في هذه الميزة إلا مع القرود العليا.

لكن الإصبع ليست مجرد ذلك الجزء الصغير من الجسم.

إذا رفعت أصابعك العشر للأعلى، فأنت في وضعية الاستسلام، وإذا اكتفيت برفع السبابة والوسطى فتلك إشارة إلى النصر، وعليك أن تحذر من رفع الوسطى لوحدها فتلك إشارة سخرية وهزء واستهانة.

«من يلعب بالنار تحترق أصابعه»، فعلياً ومجازياً كما يقول المثل، وإذا قدم لك مضيفك الطعام، فإنه يشجعك على الأكل بقوله: إنك «ستأكل أصابعك» مع الطعام اللذيذ، وإذا وجدت كأس الشاي الذي قدم لك حلواً، تقول لمقدمه أو لمقدمته على سبيل المزاح «كأنك وضعت أصابعك فيه».

من المهم لك إذا دخلت مغامرة ما أن تخرج منها بـ «مصّة إصبع» وإذا اشتركت بنقاش مسألة معقدة، فعليك أن تحرص أن يكون كلامك كمن يضع «إصبعه على الجرح» ولكن في الأمور الخطرة عليك أن تحذر من أن يكون «لك إصبع» فيها.

الأصابع وحدات قياس تقليدية واحدتها الإبهام، ويسمى «القيراط» وعندما تباعد بين أصابعك الأربع فيمكن اعتبارها «أربعة قراريط».

هناك صنف من الحلوى يصنعها الرجال، وترى أثر أصابعهم فيها،لكنهم للتمويه يسمونها «أصابع زينب».

عليك أن لا تتفاجأ بالناس ذلك لأن «أصابع يدك ليست واحدة»، وعليك إن اضطررت للبصم أن «لا تبصم بالعشرة».

ملاحظة: المادة مقطع من بحث (ربما كتاب) يحاول كاتب هذه السطور منذ مدة إنجازه في ميدان أنثروبولوجيا الجسد.

مصّة إصبع
 
21-May-2009
 
العدد 77