العدد 77 - كاتب / قارئ
 

رداً على ما نُشر في صفحة «كاتب قارئ» في «ے» (العدد 76)، بقلم يسار ملحم، حول المؤتمر الطالبي الرابع، لفت انتباهي الحدة في الطرح، ومحاولة تجريح بعض الشخوص بشكل أو بآخر.

لن أزين الأخطاء التي ارتُكبت في هذا المؤتمر على سنواته المتلاحقة، لكنني سأتحدث عن الطلاب الذين عملنا معهم من بداية إعلان المؤتمر للمدارس، سأتحدث عن الطاقة التي وُلدت بين أيدينا، وعن الدهشة الحقيقية التي رسمت وجوهنا حينما بوغتنا بهذه المخلوقات الصغيرة، التي كانت تنتظر احتفالية كهذه الاحتفالية، ولن أنسى أن أتحدث عن الوجوه السعيدة التي احتفت بشهادات المشاركة، كوسام شجاعة وإبداع حقيقي، وعن «أمل» و«نغم» و«نرمين» و«ربى» و«يزن»، معتذرا لمن لم أذكر أسماءهم من الأطفال المبدعين الذين يستحقون الذكر والتصفيق كثيرا.

السؤال الذي كنت أود طرحه دائما: لماذا لا نكون أدوات بناء دائمة وداعمة لمشروعات بادئة، قد نجد نحن المثقفون، الكتّاب.. إلخ، أننا نستطيع توجيهها بطريقة أو بأخرى للطريق الصحيحة، ونستطيع دعم ديمومتها وإبقاءها وإخراجها من عبء الشخصنة إن أردتُ الموافقة على هذا المصطلح، فالشخص الذي يطلق دائما فكرة ما، يجب أن لا يُنكَر عليه السبق بإطلاقها، ويجب أن يُحتفى به بشكل أو بآخر.

هذه الطاقات المبدعة التي انطلقت يجب أن نرفع لها القبّعات، ونأخذ بيدها إلى مصاف المبدعين، لأننا بكل تأكيد نشاطرهم لحظة الفرح والنجاح، فقد كان من هؤلاء الأطفال من استطاع أن يكتب ما يريد تقديمه، ومنهم من استطاع الخروج عن المألوف في طريقة طرحه وكتابته، وبكل تأكيد كان وراءهم معلمون مبدعون، وآخرون يريدون الأفضل في عملهم الذي قدموه لطلبتهم. ومن دلائل النجاح أن إطلاق الطاقات، لم يتوقف عند الطلاب، فقد شمل المعلمين أيضا. من هنا، نجح المؤتمر الطالبي في التحام الهيئتين، لإطلاق الرؤية الأفضل والأنجح، وهنا لا بد من شكر كل الذين ساهموا بقدراتهم العالية، لأنهم بذلوا أعلى ما يستطيعون من تدريب ورؤيوية في العمل.

أعلم أن كاتب المقالة لم يشر لهذا المؤتمر من قبيل الطرح القاتل له، بل من قبيل محاولة عمل استراتيجية أكثر نجاحا، لكنه أخذ الزاوية المظلمة لهذا العمل الضخم والريادي، فلو جرب الوقوف مع الخامة المتأهبة للأطفال الصغار، ولو رأى الحيرة والتردد في أعينهم حينما كانوا يُختارون لدور معين، ولو كان يرى بريق النجاح حين يُصفق لهم في البروفات أو على المدرجات، فربما كان لمقالته شكل آخر.

لستُ متحيزا لهذا المؤتمر، وقد تحدثت مع أحد المعلمين حول تطوير الأدوات، والأشخاص أيضاً، ليكون أداء المؤتمر أعلى وتيرة، لكنني بعد أن أخرج من الصالة وأحس بالأجنحة الصغيرة ترفرف حولي، أحس بأهمية مشاركة جميع الأطفال، مبدعين كانوا أو على طرق الابداع، فنحن نعرف أن الوقوف على خشبة المسرح يتطلب جرأة، وأن تحاور فتاةٌ صغيرة مسؤولا بحجم وزير التربية أيضا، لا أستطيع إلا أن أصفق لها أو «له» عاليا، فلنتوقف عن جلد ذواتنا، ولنطلق الطاقة لتُشكّل ما تريد تشكيله فوق الخشبة التي ستظل ترن في أذهانهم.

وأخيراً، أشكر الأيدي التي كانت في الخفاء تترجم هذا النجاح الباهر.

طارق مكاوي

المؤتمر الطالبي الرابع: نجاح كبير
 
21-May-2009
 
العدد 77