العدد 76 - احتباس حراري
 

قال علماء إن موجة استخدام الإيثانول وقوداً حيوياً، والتي عمّت العالم العامَ الماضي، على خلفية ارتفاع أسعار النفط، والقلق حول الاحتباس الحراري، تراجعت بقوة، وذلك ليس بسبب انخفاض أسعار النفط فحسب، بل بسبب الدراسات التي أثبتت أن للإيثانول آثاراً سلبية لا تقل عن تلك التي يسببها الوقود الأحفوري.

استند العلماء في تحليلاتهم إلى ظاهرة حدثت خلال الفترة الماضية، تمثلت في تخصيص المزارعين بالدول المتقدمة مساحات شاسعة من أراضيهم لزراعة الذرة، التي تعدّ المصدر الأساسي للإيثانول، ما دفع مزارعي الدول النامية لقطع المزيد من الغابات بهدف زراعة المواد الغذائية الأخرى التي تراجَعَ إنتاجها.

في سياق متصل، خلصت دراسة نُشرت في مجلة «علوم» الأميركية، ونشرها موقع «سيريانيوز»، بناء على أبحاث أعدها خبراء من جامعتَي ستانفورد وكاليفورنيا، إلى أن الاستخدامات المفترضة للإيثانول لتسخين المياه أو تشغيل السيارات العاملة بالاحتراق الداخلي، ضارّة بالبيئة وغير مجْدية أيضاً.

وذكرت الدراسة أن تحويل الوقود الحيوي إلى كهرباء لتغذية السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية مثلاً، أفضل، بشكل كبير، من تحويله إلى إيثانول يُحرَق لتوليد الحرارة، مقدّرين أن ذلك يقلّص الطاقة المهدورة خلال النقل بنسبة 80 في المئة، كما يخفف انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار النصف.

وقدرّت الدراسة أن كل 43 ألف قدم مكعب مزروعة بالذرة أو بالشمندر السكّري، قادرة على توفير طاقة لسيارة كهربائية تعمل بالدفع الرباعي حتى مسافة 1400 ميل، في حين أن المساحة نفسها لن توفر من الإيثانول إلا ما يكفي للسيارة العاملة بالوقود العادي للسير حتى مسافة 900 ميل، وفقاً لمجلة «تايم».

خبراء رأوا أن هذه النتائج تشير إلى أن أيام الإيثانول قد تكون معدودة، بخاصة أن القانون الذي أقره الكونغرس الأميركي العام 2007 لدعم إنتاج هذه المادة يشترط أن تكون أقل ضرراً للبيئة من البنزين بنسبة 20 في المئة على الأقل، وهو أمر صعب تحقيقه إذا ما جرى احتساب المساحات الخضراء التي جرى تحويلها إلى أراض زراعية.

لكن الدراسة لم تأخذ في الحسبان تأثيرات أخرى لتحويل الوقود الحيوي إلى كهرباء، منها أثر ذلك في موارد المياه ونظافة الهواء، حيث إن إنتاج الكهرباء يحتاج الكثير من المياه، كما أن السيارات الكهربائية غير متوافرة للعامة بشكل كبير بعد، وذلك بخلاف السيارات التي تقبل الإيثانول.

أيام الإيثانول معدودة
 
14-May-2009
 
العدد 76