العدد 76 - كاتب / قارئ
 

عمّان منذ إمارة شرق الأردن وهي محجّ لمن جاورها من التجار العرب، وأم رؤوم للكثير من أبناء القرى الأردنية مترامية الأطراف، فلم يكن قدوم الملك عبدالله الأول إلى شرقي الأردن بصحبة بعض العائلات الشامية مصادفة؛ فقد تشكّل وعي حقيقي لولادة دولة وعاصمة جديدتين، ما يعني قيام حياة تعجّ بنشاطاتها لترسي معالم الدولة.

إلا أن ما يترك في القلب غصةً، أن هجرة بعض أبناء القرى الأردنية إلى «ربة عمون» حديثاً، تذهب بخطى وئيدة وفي حيرة مطبقة نحو «التيه العمّاني»... فقد داهمتهم الحياة بسطوة بروتوكولاتها التي لم يوفَّقوا في هضم أجندتها، فمن جرْح أدماه مالك الشقة بإطلالته على المعمورة، إلى هوس دائم بالولوج إلى روزنامة الحاجيات البيتية التي يتوسدها المرء كل صباح؛ فيشتمّ منها رائحة الدَّين المعتق.

أولئك الذين ارتحلوا في أحد الصباحات القروية، حاملين معهم أحلامهم وهمومهم، حاولوا جاهدين جسْر تلك الهوة السحيقة ما بين الحلم وبراثن الواقع، وإيجاد ملاذٍ آمن يؤمُّه المستضعفون، بيد أن سطوة البورجوازيين قد وأدت أحلامهم، فأضحت تيهاً يضيع في سراديبه القادمون من الفسحة، لينتهي المطاف بعتمة التيه.

إبراهيم سفهان

عتمة التيه
 
14-May-2009
 
العدد 76