العدد 76 - الملف
 

حسين أبورمّان

دخلت محافظة المفرق عهدها بالتمثيل المستقل كدائرة انتخابية للمرة الأولى في تاريخها مع انتخابات العام 1989، التي دشنت عودة الحياة البرلمانية بعدة طول انقطاع. أما قبل ذلك، وخلال الفترة الممتدة من المجلس النيابي الأول بعد الاستقلال (1947)، فقد كانت فرصة أهالي المفرق في التمثيل النيابي محصورة في نطاق المقعد الذي خصص لـ “قضاء جرش” (من دون قصبة جرش)، والذي كان يستهدف توفير فرصة لتمثيل عشائر بني حسن في مناطق الزرقاء والمفرق.

وبالفعل، فقد فاز بهذا المقعد ممثلون عن عشائر بني حسن في ست مجالس نيابية من تسعة خلال الفترة من 1947 إلى 1967، هم: محمد العيطان (المجلسان الأول والثالث)، محمد الكايد أخوارشيدة (المجلسان الرابع والخامس)، فيصل الدغمي (المجلس الثامن)، وجلال مرزوق القلاب (المجلس التاسع).

حافظت محافظة المفرق منذ العام 1989 وحتى انتخابات 2007، على كونها دائرة انتخابية واحدة، يشاركها في هذه الخاصية فقط محافظتا جرش والعقبة ودوائر بدو الشمال والوسط والجنوب. أما باقي المحافظات، فقد تم تقسيمها بحسب قانون الانتخاب المؤقت رقم 34 لسنة 2001 إلى دوائر متعددة، كما في محافظات البلقاء والكرك والزرقاء ومادبا وعجلون ومعان والطفيلة، أو تمت زيادة عدد الدوائر التي تتألف منها كما في محافظتي العاصمة وإربد.

الشيء الوحيد الذي تغير بالنسبة لدائرة المفرق هو عدد المقاعد المخصصة لها، إذ ارتفعت حصتها من ثلاثة مقاعد في انتخابات 1989 إلى أربعة مقاعد في انتخابات 2003 وما بعدها. وفي الاتجاه ذاته، زادت حصة مقاعد بدو الشمال الذين يقطن معظمهم في نطاق محافظة المفرق، من مقعدين إلى ثلاثة مقاعد منذ انتخابات العام 2003.

في انتخابات مجلس النواب الحادي عشر العام 1989، فاز بمقاعد المحافظ الثلاثة: عبد الكريم الدغمي (4025 صوتاً)، محمد أبو عليم (2839 صوتاً)، ونواف الخوالدة (2533 صوتاً). وفي انتخابات 1993، حافظ كل من الدغمي (3672 صوتاً)، وأبو عليم (2644 صوتاً) على مقعده، فيما احتل عبد الله أخو ارشيدة أحد مقاعد المحافظة بإحرازه 3186 صوتاً.

في انتخابات مجلس النواب الثالث عشر العام 1997، فاز كل من عبد الكريم الدغمي (5328 صوتاً)، ومحمد أبو عليم (3737 صوتاً)، بمقعده للمرة الثالثة على التوالي، فيما استعاد نواف فارس الخوالدة (2859 صوتاً) مقعده الذي كان قد فاز به العام 1989 وخسره في الانتخابات التالية.

في انتخابات مجلسي النواب الرابع عشر (2003)، والخامس عشر (2007)، احتفظ الدغمي بمقعده، ويكون بذلك قد حجز لنفسه أحد المقاعد تحت القبة خمس مرات متتالية منذ العام 1989، مثله زملاؤه عبد الرؤوف الروابدة (إربد)، وسعد هايل سرور (بدو الشمال)، وبسام حدادين (الزرقاء).

فاز بمقاعد المفرق في انتخابات 2003: عبد الكريم الدغمي (6224 صوتاً)، فايز الشديفات (4764 صوتاً)، غانم أبو الربيع (4284 صوتاً)، وعبد المجيد الخوالدة (4078 صوتاً)، المرشح عن حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو أول فوز للإسلاميين في محافظة المفرق. في حين فاز في انتخابات 2007 الأخيرة: عبد الكريم الدغمي (6658 صوتاً)، تيسير الشديفات (5053 صوتاً)، إبراهيم العموش (4324 صوتاً)، ومفلح الخزاعلة (4011 صوتاً).

خلال الفترة 1989- 1996، كانت النيابة تشكل أحد المصادر الرئيسية لتشكيل الحكومات، بدءاً من حكومة مضر بدران الرابعة (1989-1991) وحتى حكومة عبد الكريم الكباريتي (1996-1997)، وهي الحكومة التي قرر الراحل الملك الحسين بعدها وقف توزير النواب.

في فترة توزير النواب، شغل عبد الكريم الدغمي ومحمد أبو عليم حقائب وزارية. أبو عليم شغل منصب وزير دولة في حكومة عبد الكريم الكباريتي، في حين شغل الدغمي أربع حقائب وزارية في ثلاث حكومات: ففي حكومة مضر بدران الرابعة 1989-1991، عين وزيراً للشؤون البلدية والقروية والبيئة، ثم وزيراً للعمل لدى تعديل الحكومة. وشغل في حكومة طاهر المصري (1991) حقيبتي العمل وشؤون رئاسة الوزراء. وختم سجلّه الحكومي وزيراً للعدل في حكومة عبد الكريم الكباريتي.

تتوزع المناطق التي تقطنها العشائر المشمولة بالمقاعد النيابية الخاصة ببدو الشمال أساساً في محافظة المفرق. وقد كان هناك تمثيل لبدو الشمال منذ المجلس التشريعي الأول العام 1929. لكن تعريف بدو الشمال كان يشمل قبائل بني صخر في الوسط إلى جانب قبائل بدو الشمال. وكان المقعد المخصص لبدو الشمال يذهب عملياً لقبائل بني صخر على امتداد مرحلة المجالس التشريعية (1929-1947). ونجح سعود القاضي، من عشائر بني خالد، في شغل هذا المقعد في مجلس النواب الرابع العام 1954.

واعتباراً من مجلس النواب السادس العام (1961)، تم تخصيص مقعد لبدو الوسط للمرة الأولى، فاستقل نواب الشمال بمقعدهم، وواصل سعود القاضي الفوز بهذا المقعد في مجلسي النواب السابع (1962) والتاسع (1967)، وفي مجلس النواب الثامن بعد وفاة خلف الطلوحي العام 1965.

دائرة بدو الشمال حافظت على وضعها كدائرة واحدة منذ العام 1989، لا سيما وأنها ليست دائرة جغرافية، لأن مقاعد الدائرة تذهب إلى عشائر بعينها يسميها القانون أو النظام الملحق به. ويقابل ذلك أن أفراد هذه العشائر لا يجوز لهم أن يترشحوا في أي دائرة أخرى. وينطبق الشيء نفسه على دائرتي بدو الوسط وبدو الجنوب.

كانت حصة دائرة بدو الشمال مقعدين في انتخابات مجلس النواب الحادي عشر العام 1989، وارتفعت إلى ثلاثة مقاعد في انتخابات العام 2003 وما بعدها. الفائزان في انتخابات 1989، كانا محمد المعرعر (3845 صوتاً)، وسعد هايل سرور (3569 صوتاً). وفي انتخابات 1993، احتفظ السرور بمقعده (6582 صوتاً)، فيما فاز بالمقعد الثاني نواف سعود القاضي (5039 صوتاً)، الذي حلّ مكانه بعد وفاته طراد سعود القاضي. وفي انتخابات العام 1997، واصل سعد هايل السرور الاحتفاظ بمقعده (6330 صوتاً)، في حين فاز بالمقعد الثاني ضيف الله فرحان الكعيبر (4683 صوتاً).

النيابة فتحت أبواب الوزارة أمام سعد هايل السرور في التعديل الذي أجري على حكومة مضر بدران الرابعة العام 1991، حيث شغل حقيبة المياه والري. ثم شارك في حكومة زيد بن شاكر الثانية وزيراً للأشغال العامة والإسكان للسنوات 1991-1993.

في انتخابات مجلسي النواب الرابع عشر (2003)، والخامس عشر (2007)، كان سعد هايل السرور الوحيد من بدو الشمال الذي يفوز بالدورتين، حاجزاً مقعده تحت القبة خمس مرات متتالية. أما الفائزون في انتخابات 2003، فقد كانوا على التوالي: خالد البريك (4851 صوتاً)، سعد هايل السرور (4744 صوتاً)، وظاهر فهد الفواز (4599 صوتاً). وفاز في انتخابات العام 2007 على التوالي: حابس الشبيب (4097 صوتاً)، سعد هايل السرور (3559 صوتاً)، صوان الشرفات (3499 صوتاً).

عشائر بدو الشمال

تقسم عشائر بدو الشمال بحسب نظام تقسيم الدوائر الانتخابية والمقاعد المخصصة لكل منها رقم 42 لسنة 2001 إلى 13 فرعاً، هي:

أولاً:

بنو خالد، ويقسمون بدورهم إلى سبعة فروع، هي: الحديان ويتبعهم 27 فخداً، الصبيحات ويتبعهم 33 فخداً، الجبور ويتبعهم 20 فخذاً، النهود ويتبعهم 18 فخذاً، النبيطات ويتبعهم 14 فخذاً، الطرشان ويتبعهم 3 أفخاذ، والرطوب والبوادي.

ثانياً:

السرحان، ويتبعهم 14 فخذاً.

ثالثاً:

السردية، ويتبعهم 28 فخذاً.

رابعاً:

المساعيد، ويقسمون إلى قسمين: الأول هو العصافير من 13 فرعاً، هي السرور، المدلج، المسليم، القطيش، التوينة، الشيبات، المدابرة، المجلد، المرشود، السحيم، الرحمات، المداحلة، والغوانم، ويتبع هذه الفروع 65 فخذاً. ويتكون القسم الثاني من السمارات ويتبعه 19 فخذاً.

خامساً:

الرشيد ويتبعهم 11 فخذاً، والهامل وتتبعهم ستة أفخاذ.

سادساً:

العظامات: ويقسمون إلى أربعة فروع، هي: السويلم، العلي، الحوتة، والحريز، ويتبع هذه الفروع 15 فخذاً.

سابعاً:

زبيد: ويتبعهم تسعة أفخاذ.

ثامناً:

النعيم: ويتبعهم عشرة أفخاذ.

تاسعاً:

عنزة.

عاشراً:

شمر.

أحد عشر:

الرولة.

ثاني عشر:

الغياث.

ثالث عشر:

الفواعرة.

أصبحت دائرة انتخابية العام 1989 الدغمي من المفرق والسرور من البادية الشمالية: خمس دورات نيابية
 
14-May-2009
 
العدد 76