العدد 73 - ثقافي
 

المؤلف: فرانسيس فيتزجيرالد

المترجم: هاني سمير يارد، ومحمد عبده الحطّيني

الناشر: عالم الكتب الحديث، إربد، 2008

عدد الصفحات: 347 صفحة

تعدّ هذه الرواية من أبرز كلاسيكيات الأدب الأميركي، ومن أهم الوثائق الأدبية التي أرّخت لعقد العشرينيات في القرن الفائت؛ الفترة التي كانت نقطة تحول في حياة المجتمع الأميركي على المستويين الأخلاقي والمادي، والتي أطلق عليها فيتزجيرالد اسم «عصر الجاز»، وهي الحقبة التي عاشها الكاتب منذ بواكيرها إلى منتهاها ليراها تهمد بعد أن استنزفت نفسها.

أضحى «عصر الجاز» مصطلحاً أدبياً معتمداً، وهو مستوحى من شيوع موسيقى الجاز في أميركا مع نهاية الحرب العالمية الأولى (1918)، عندما أصبح الاقتصاد الأميركي يحقق معدلات غير مسبوقة في النمو، لتلجَ أميركا حالة من الرفاهية رافقها سعيٌ وراء المتع الحسية وأشكال التسلية والمخترعات الحديثة.

رصد فيتزجيرالد في روايته عدداً من مظاهر التغيرات التي طرأت على حياة الفرد الأميركي، سواء تلك الاختلالات السلبية، من مثل مسألة تفوق الرجل الأبيض والتوجس من الأعراق الأخرى، أو مشكلة العصابات والجريمة المنظمة والفساد، أو التطورات الإيجابية، من مثل تعزيز مكانة المرأة وتحررها، ودهشة الاختراعات الحديثة.

تتناول أحداث الرواية حكاية حبّ خيالية تتجاوز النظامين الاجتماعي والديني اللذين كانا يتسمان بكثير من المحافظة والتديُّن، ويُسْتَهل الفصل الأول بسرد يقدمه «نك كارويه» عن نفسه وشخصيته وأصوله وعائلته الموسرة ومتى ولماذا ذهب إلى نيويورك /مسرح الأحداث، وعاد منها.

«كارويه» راوٍ ثقة لا يرتاب القارئ في ما يقوله، لما يقدمه من أوراق اعتماد مقنعة تنفي عنه ريبة الانحياز أو تلفيق الوقائع. وإلى جانب كونه راوي الحكاية، فإنه أيضاً أحد أبطالها، والشاهد على أحداثها من منظور بطل الرواية «غاتسبي»، ومن منظور خصومه أيضاً، لمجاورته قصر «غاتسبي»، ولصلة القربى التي تجمعه بـ«ديزي» حبيبة «غاتسبي» الشاب المثابر والطموح الذي يحاول أن يتخلص من فقر الحال فيسافر إلى نيويورك، ويحقق الثروة التي كثيراً ما حلم بها، لكنه يفشل في الزواج من الفتاة الثرية التي أحبها.

تنتهي الحكاية التي يتمحور موضوعها حول قضيتَي المال واستحواذ فكرة واحدة على وجدان البطل، بمأساة يسقط فيها ثلاثة من شخوصها، لتنتقد بأسلوب غير مباشر حياة المهاجرين في بواكير القرن العشرين في سعيهم وراء تحقيق «الحلم الأميركي» الذي تلخصت فكرته بأن الولايات المتحدة هي أرض الفرص التي يمكن فيها لأي مهاجر أن يصيب حظّاً من الثروة والنجاح.

فقد ترك «غاتسبي» موطنه ليحقق طموحاته على أرض أميركا، لكنه يشعر في النهاية أنه أضاع عالمه القديم الحميم، وأنه دفع ثمناً غالياً عندما أدرك أنه عاش لفترة طويلة يلهث وراء حلم واحد.

تُرجمت الرواية بعناية ودقة، بما يمكّن القارئ من التواصل مع أحداثها وفهم إشاراتها ومدلولاتها وما توحي إليه، يساعده في ذلك الملخص المثبت على الصفحات الأولى الذي يلقي الضوء على سياق الرواية التاريخي، والتوطئة التي تعرّف بأجواء الرواية، وتقدم معلومات عن مؤلفها.

ثُبت في نهاية الرواية ملحق حول المقالات النقدية والصحفية التي تناولت الرواية، وملحق صور لفيتزجيرالد، وأغلفة طبعات قديمة من الرواية، وصور وملصقات لأفلام استُمدت أحداثها من عالم الرواية.

غاتسبي العظيم
 
23-Apr-2009
 
العدد 73