العدد 10 - حتى باب الدار
 

مِنْ دِهْنه قلّيلُه

إذا اعتمدت الحكومة اقتراح فرض رسوم جديدة بعنوان «فلس الأعلاف» على فاتورة الكهرباء لتمويل تعويض رفع الدعم عن الأعلاف، تكون قد استعارت المبدأ المتضمن في المثل الشعبي غير المشهور على مستوى شعبي القائل: «من دهنه قليله».

والمعنى الحرفي للمثل هو أن من يصطاد عصفوراً صغيراً، يمكنه أن يعتمد على الدهن الكامن فيه لكي تتم عملية قليه.

الحكومة في حالة اعتمادها الفكرة ستجمع الفلوس بواقع فلس واحد على كل كيلووات على فاتورة الكهرباء، وهي بهذا تُقَلّي لقطاع الثروة الحيوانية من دِهْنه.

 

 

«غارشون» بلا حدود

عندما وزعت الحكومة السابقة ما سمته تعويضات المحروقات قبل حوالي عام ونصف العام، قالت إن الأمر سيتكرر كل عام، لأن التعويض حُسِب على أساس سنوي، بمعنى أن المبلغ الذي تم توزيعه هو بدل رفع الدعم عن سنة واحدة فقط.

بعد سنة «غَرَشت» تلك الحكومة على الذكرى السنوية للتعويضات، ثم جاءت حكومة جديدة واستأنفت ذلك «الغَرْش» باعتبار أن الحكومات تراكم على إنجازات بعضها البعض في كل المجالات بما فيها «الغرش».

ولأن مراكمة الإنجازات لا تكون مجرد إضافة كمية، فإن الحكومة الحالية أضافت لمسة خاصة ونوعية على غرشها، فحسبت التعويض الجديد المنتظر في الفترة المقبلة على أساس زيادة الأسعار مقارنة بالوضع الحالي، أي غضت النظر عن رفع الدعم الجزئي الذي قامت به الحكومة السابقة وما أنتجه من زيادة على الأسعار، وبهذا تكون قد غرشت غرشاً نهائياً على مبلغ التعويض السابق.

 

«تلبيس الطواقي» كاستراتيجية اقتصادية
 
17-Jan-2008
 
العدد 10