العدد 72 - رزنامه
 

السجل - خاص

يستدعي معرض «حوار فوتوغرافيّ من مخيّم البرج الشمالي»، المشهد البصريّ المرتبط بالذاكرة، لأحد مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان.

المعرض المقام على غاليري مكان، نتاج مشروع فني أشرفت على إنجازه الفنانة اللبنانية ياسمين عيد صباغ مع الفنان الفرنسي وسيمون لورييه ضمن ورش عمل عُقدت لأبناء المخيم، بدعم من مركز بيت أطفال الصمود في برج الشمالي، والمؤسسة العربيّة للصورة، وصندوق «برنس كلاوس» للتمويل، ومشروع التوثيق الفوتوغرافي لمعهد «أوبن سوسايتي».

يتضمن المعرض صوراً توثّق جوانب الحياة المتنوعة داخل المخيم، الواقع جنوب مدينة صور، بكاميرات سبعة فلسطينيين شبّان هم: أحمد خليل، علي العلي، فاطمة سليمان، محمد أميوني، نسرين مشرفية، سوزان الخطيب، وياسر إبراهيم.

تكشف صور أحمد خليل عن قدرة في التحكم بالظل والضوء، واقتناص مشاهد غير مألوفة، بخاصة لحدود المخيم التي تبدو ضمن دائرة من الغباش تمنحها بعداً كابوسياً. وفي حين يعمد أحمد إلى الإبهار المتحقق من وحدة المشهد وغرابته، يلتقط علي العلي صوراً لمشهد واحد ثم يفكك المشهد ويعيد ترتيبه برؤية جديدة، في إشارة إلى اللااستقرار الذي يعيشه مجتمع المخيم، والشتات الذي رافق وما زال حياة ساكنيه، ويوثق العلي في إحدى مجموعاته الفوتوغرافية عملية بناء مسجد ضمن حدود المخيم، يعيد أيضاً تفكيكها وتركيبها وفق رؤيته الخاصة.

صور فاطمة سليمان التي تلتقط المشهد الواحد من زواياه المتعددة، تُبرز التفاعل القائم بين مجتمع المخيم والمكان، وهي تبحث دائماً عن بؤرة أمل وبصيص ضوء توقف أنفاسه، في مشهد يحاول اقتناص لحظة السعادة ومنحها صفة الديمومة. مقابل صور فاطمة الحالمة، تميل صور محمد أميوني إلى الواقعية، لترصد قضايا اجتماعية في المخيم، من مثل موضوع العمالة، وحاجة شبان المخيم إلى مصدر يوفرون من خلاله لقمة العيش.

أما نسرين مشرفية، فتصوّر وجوه عدد من سكان المخيم، وكأنما تسعى بعملها إلى تكريم هؤلاء في حياتهم وتخليدهم في الذاكرة.

الوجوه كانت محور أعمال ياسر إبراهيم أيضاً، حيث باشر تصوير المسنّين في المخيم، لأنهم الأشخاص الذين عرفوا فلسطين التي لم يعرفها هو. كذلك عمل على تحليل بيئة المخيم البصرية، حيث تتنافس الأحزاب والتنظيمات عبر تعليق الصور والملصقات الواحدة جنب الأخرى على الجدران وأعمدة الكهرباء. صور ياسر توثق هذا التنافس المحموم.

وتعكس مجموعة الخطيب، الحوار الصامت بين سكان المخيم والأشياء المحيطة بهم: الأبواب، النوافد، الكنبات، الأسرّة والمصوغات، في محاولة لمنح هذه الأشياء بُعداً إنسانياً.

“حوار فوتوغرافيّ من مخيّم البرج الشمالي”: تفكيك الواقع
 
16-Apr-2009
 
العدد 72