العدد 72 - حتى باب الدار
 

لا تتوقف الأخبار عن إلقاء القبض على متاجرين بسلع مقلدة غير أصلية، ومصادرة بضائعهم وتحذير الناس من الانجرار وراء المقلد والتأكد من أن ما يشترونه هو أصلي وأن لا تخدعهم الأسعار المنخفضة.

النتيجة الأولى لهذه الحملات هي تعظيم الناتج المحلي من «حَمّة البال» وتوزيعه على نطاق جماهيري واسع..

يحب الواحد منا أن يعود الى بيته بسلعة شبيهة بالسلعة الغالية، ما دام غير قادر على شراء هذه الأخيرة، وفي ذلك بعض التعويض عن «قلة الحيلة» تلك.

والناس عموماً «لا يحْذَرون» التقليد، ليس بسبب قلة الحذر لديهم، لكن أساساً بسبب التكلفة الإضافية غير المقدور عليها لهذا الحذر.

يشتري الرجل غرضاً ويعود فرحاً وقد حصل على «صيدة»، نظراً لمهارته في الشراء ولكونه «باخن» السوق، ويسرع الى «تحزير» معارفه وأصدقائه عن السعر الذي اشترى به ذلك الغرض، وسوف يصر عليهم أن يقولوا رقماً، لكي يفاجئهم بعد قليل بالرقم الحقيقي.

من سيعوّض الناس عن تلك المتع إذا نجحت سياسة التحذير من المقلدات؟ من سيعوض الزوج الذي عاد لبيته بزجاجة عطر تمت تعبئتها أمام عينيه في سقف السيل، وقيل له إنها «فرنسية أصلية» ورغب هو أن يصدق ذلك ويكذب عينيه؟ ومن يعوض رب الأسرة عن شعوره بشيء من الرضى، بعد أن اشترى كومة من المعلبات والسلع المغلفة من الماركات الجيدة بسعر رخيص بعد أن اقترب موعد نفاذ صلاحيتها؟.

الطامة الكبرى ستقع إذا انتشرت ثقافة المواصفة بين الزوجات، فحينها سينقسم الأزواج الى صنفين: الأول يشتري حسب المواصفة، والثاني يشتري خارج المواصفة، وسنجد أنفسنا أمام صنف جديد من «المعايرة»... جوزي ما بشتري غير على المواصفة!.

مواصفات "حمة البال"
 
16-Apr-2009
 
العدد 72