العدد 72 - حتى باب الدار
 

فكرة «المركزي» مفضلة عند الأردنيين أكثر من اللامركزي، فالمركزي يشير الى معاني الانضباط والقوة والترتيب والنظام، أما اللامركزي فيشير الى معانٍ معاكسه مثل: الخفة والسهولة والتردد وإمكانية التراجع.

المسائل ذات القيمة هي التي يكون فيها قرار مركزي، والقرار المحترم هو الذي يصدره المركز ولا يلغيه الا المركز، ولا يتحرج المسؤول الكبير في الفروع من القول لمراجعيه إن الأمور فيها قرار مركزي، وإنه لا يمتلك صلاحية تغييرها، ويعتبر ذلك قوة إضافية له، بينما يعلن لهم أنه مستعد لأن يلغي أي قرار غير مركزي صادر من عنده، فالقرارات التي يصدرها هو قابلة للتغيير والإلغاء.

في الثقافة الإدارية الشعبية في الأردن، يكون الأمر كثير الأهمية إذا كان قادماً من المركز ويستخدمون للاشارة الى المركز بقولهم: «من فوق» أو «من الرئاسة»، والمسؤول في المركز لا يكون قوياً بالفعل إلا إذا كانت قراراته هي النافذة على ما دونها. وعبارة «معه صلاحيات» من العبارات الشهيرة في التأشير على صاحب القرار المركزي، و»يمنح» المسؤول الكبير بعضاً من صلاحياته لمسؤول آخر، وإذا غضب منه فإنه بسهولة «يسحب» تلك الصلاحيات، وخلال مدة المنح، فإن المسؤول الممنوح يبتهج، وهو يقول إنه «مخول» بصلاحيات المسؤول الكبير.

في أولوية المركزي على اللامركزي
 
16-Apr-2009
 
العدد 72