العدد 72 - اقتصادي
 

محمد علاونة

على عكس ما تواجهه شركات من مخاوف في تراجع أدائها بسبب انعكاسات الأزمة المالية العالمية، تقول مسؤولة في شركة «تراكس» للعلاقات العامة مها الرواشدة، إن قطاع العلاقات العامة يشهد نشاطا، ولم يتأثر بالأزمة المالية العالمية، «كون الكثير من الشركات ترغب بإبراز دورها ونشاطاتها في هذه الأزمة تجنبا لتراجع الأداء».

شركات العلاقات العامة تطورت في المنطقة العربية لتصبح صناعة ناشئة، حيث تشير بيانات الجمعية الدولية للعلاقات العامة، إلى أن الشركات العربية الأعضاء بها بلغت أكثر من 100 شركة من أصل 1000 منتسب من أكثر 98 دولة، انضموا للجمعية التي تأسست العام 1955 في لندن.

مع زيادة إقبال الشركات العالمية على فتح فروع ومكاتب تمثيل لها في منطقة الشرق الأوسط، زاد الاعتماد على مكاتب العلاقات العامة التي تنطق باسمها وتساعدها على نيل أكبر تغطية إعلامية ممكنة، وزيادة الوعي بنشاطاتها، بحيث أصبحت ذراعا تسويقيا مهما لها، بحسب الرواشدة.

وهو ما أكده المدير الإقليمي لشركة «أصداء الأردن»، جين وليسكروفت، بالقول إن قطاع العلاقات العامة أثبت جدارته في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، كونه أداة ووسيلة مهمة للشركات والمؤسسات في إيصال رسالتها وإبراز نشاطاتها في المجتمع المحيط. يضيف وليسكروفت أن شركات ومؤسسات كثيرة لجأت إلى إعادة النظر في ميزانياتها المخصصة للتسويق لها أو لمنتجاتها، وزادت من إقبالها على دعم خططها التسويقية من خلال استراتيجيات العلاقات العامة التي تبقيها على تواصل مع المجتمع بطرق مبتكرة وتكلفة مدروسة، إضافة إلى ما يمتاز به قطاع العلاقات العامة من مصداقية عالية، لأنه على علاقة وطيدة مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

الرواشدة تشير إلى أن العلاقات العامة في الأردن تعدّ جديدة من حيث دخولها إلى أسواق البلاد، وتضيف: «معظم المصانع والشركات في الأردن بدأت تعتمد على شركات العلاقات العامة»، كاشفةً أن شركات العلاقات العامة «أصبحت تعمل على انشاء دوائر داخلية متخصصة لتخدم المصانع والشركات من جميع النواحي».

توضح الرواشدة أن «شركة العلاقات العامة لا يمكن اختزالها بإعداد خبر صحفي فقط، فهي تقوم بدور مهم يتمثل في تصميم الاستراتيجيات، وتوجيه الشركات إلى إبداع أفكار وحلول عمل جديدة لتحقيق أهدافها المنشودة». وتتابع: «إنها الأداة الأقوى والفعالة في صناعة التسويق محلياً وإقليمياً وعالمياً».

العلاقات العامة (Public Relation)، أو ما يُعرف اختصاراً بـ (PR)، أضحت عاملا ضروريا لنجاح أي مشروع، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا، ولم يعد الاهتمام منصبّا في العلاقات العامة على تسويق السلع، أو توسيع رقعة الإنتاج، بل امتد إلى أبعد من هذا بكثير، حيث أصبحت العلاقات العامة وحملاتها تُستخدم من دول عديدة لتحسين صورتها من خلال حملات مدروسة ومنظّمة للعلاقات العامة، بحسب مسؤول في إحدى الشركات طلب عدم نشر اسمه.

«تأثرت كبرى الشركات والمصانع بتداعيات الأزمة المالية العالمية، وواجهت خسائر مالية جمة، الأمر الذي انعكس إيجابا على شركات العلاقات العامة، إذ توجهت تلك الشركات الكبرى إلى تقليص تكاليف الإعلانات والتسويق، وتوجيهها نحو العلاقات العامة»، بحسب الرواشدة.

وليسكروفت يبين أن قطاع العلاقات العامة يعدّ وسيلة فاعلة للمؤسسات في إيصال رسائلها إلى الجمهور المحيط، داخلياً من موظفين وكوادر، وخارجياً من شركاء ومزودي خدمة وجهات حكومية وعملاء، بشفافية ومصداقية، بخاصة في ظل الأزمات، إضافة إلى ما يوفره من منصات فاعلة للتخاطب والتفاعل بين الجمهور المستهدَف والمؤسسة أو الشركة.

الرواشدة تزيد: «شهدت العلاقات العامة والدعاية والإعلان تطورا ملحوظا في الإمارات بشكل خاص، ودول الخليج بشكل عام، بسبب تزايد اهتمام مدراء الشركات الكبرى بالمخاطر والتحدّيات التي تواجه شركاتهم وسمعتها، فأصبحت هذه الشركات مطالبة باتباع منهج عمل يرتكز على مجموعة اعتبارات اجتماعية وبيئية واقتصادية».

رغم أن معظم شركات العلاقات العامة في الأردن فروع لشركات كبرى مقرّاتها في الإمارات والسعودية وبلدان خليجية أخرى، إلا أن عدد هذه الشركات ازداد في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحت أكثر من 40 شركة، لكن الشركات الكبرى منها لا يتجاوز عددها عشر شركات، وترى الرواشدة أن هذا العدد «مقبول» بالنسبة لموقع الأردن الجغرافي.

الجمعية الدولية للعلاقات العامة تشير إلى أن دبي أبرز مدينة عربية من حيث احتضان فروع ومكاتب لكبريات الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة العلاقات العامة.

تنشط باستفادتها من مخاوف مستثمرين صناعة العلاقات العامة تنعشها الأزمة المالية العالمية
 
16-Apr-2009
 
العدد 72