العدد 72 - الملف
 

ابراهيم قبيلات

من أكبر القلاع في الشرق الأوسط، بسط حكامها نفوذهم سنوات طويلة على مناطق واسعة من جنوب الأردن وفلسطين بفضل موقعها الاستراتيجي وإطلالتها المرتفعة، إذ يبلغ ارتفاع هضبتها 1000 متر عن سطح البحر،

تضم القلعة التي تقع عند اللسان الجنوبي- الشرقي للبحر الميت على بعد 120 كم جنوبي العاصمة، سبعة مستويات من البناء. يزنّرها سور ضخم تنتظمه أبراج مختلفة الأشكال، وأنفاق بمداخل سرية تصل القلعة بمصادر المياه خارج أسوار المدينة.

اليوم، تعاني قلعة الكرك من مشاكل عدة. طالب الصمادي مدرس في جامعة مؤتة قسم الآثار والسياحة، يقول إن قلعة الكرك «تتعرض لتعديات عديدة، من حيث العوامل البيئية وأثرها على حجارة القلعة، المواطنون العابثون الذين يستغلون عدم وجود حراس في بعض الأحيان». يضيف الصمادي أن «الشارع المبلط الواصل بين القلعة والسوق التجارية أعطى المنطقة طابعاً حضارياً وكان الأولى إظهار الميزة التاريخية لهذه المنطقة» لافتا إلى أن منطقة الكرك عموما تعاني من مشكلة عدم إقامة السياح فيها».

يرجع الصمادي ذلك إلى عدم توفر بنية تحتية تخدم الزائر والمواطن في آن واحد، ولعدم وجود مكان قريب للاصطفاف، بخاصة وأن القلعة مغلقة من حيث المساحة، فيكون التوسع على حساب منطقة المرج المحيطة التي تقع في منطقة مأهولة وقريبة من السوق التجارية، «تلك المشاكل وغيرها جعلت الكرك ممراُ سياحيا وليس مستقراً، فلا ينفق السائح إلا القليل.

مدير آثار الكرك خالد الطراونة يؤكد ل»ے» أن هناك «مشروعاً لترميم القلعة بالتعاون مع سلطة المصادر الطبيعية منذ العام 1990، عندما أحدثت الأمطار في حينه انهياراً في الجدار الشرقي».

أيمن نوافلة خريج آثار وسياحة عام 1999، يقول: «حين كنت طالبا في جامعة مؤتة (الكرك)، تقدمت شركة يابانية عام 1996 بحزمة حلول تستهدف إنهاء معاناة الكرك وقلعتها». الشركة أعدت دراسة آنذاك لمنطقة «جبل القلعة» من أجل تحويله إلى منطقة سياحية متكاملة، وإيجاد حل لمشكلة اصطفاف حافلات السياح وعدم مبيتهم في الكرك، ما يعني دخول المنطقة إلى عالم السياحة الذي نتطلع إليه»، حسبما يوضح نوافلة. إلا أن ذلك المشروع لم ير النور بعد.

عبد الحميد المعايطة، أحد سكان الكرك، يخشى على مستقبل القلعة بسبب بطء أعمال الترميم وعدم وجود إضاءة كافية ليلاً، يقول: «القلعة الآن تعد حاضنة لـ الهاربين من المدارس وأخشى أن يصبح هذا السلوك ظاهرة في ظل عدم وجود حراسة كافية».

مدير سياحة الكرك جعفر شحادة يؤكد أن «جميع الطرق الواصلة للكرك معبدة، بالإضافة إلى اللوحات الإرشادية التي تساعد السياح على معرفة المناطق السياحية والأثرية»، واستبعد وجود «مشاكل تعيق حركة السياحة».

قلعة الكرك: إهمال يسلبها مكانتها السياحية
 
16-Apr-2009
 
العدد 72