العدد 71 - استهلاكي
 

علا الفرواتي

الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت آثارها بالتسلل بالتدريج إلى الاقتصاد الأردني، تفرض على المستهلك حقائق جديدة، وتدعو للتفكير بحلول عملية وواقعية للأزمات التي قد تطرأ على حياته.

من أهم هذه الحقائق توجُّه العديد من الشركات للتقليل من المصاريف، عبر ما يُدعى «إعادة الهيكلة»، ما يعني فقدان الكثيرين لوظائفهم.

بسبب هذا، امتلأت الصحف ومواقع التطوير الذاتي عالميا، بمواضيع تعلّم الناس كيفية التغلب على مشكلة فقدان المرء لعمله، بخاصة عندما تكون وظيفته مصدر رزقه الوحيد.

يؤكد موقع (www.healthmoneysuccess.com) أن الخطوة الأولى هي الهدوء وعدم التوتر والغرق في التفكير التشاؤمي لما قد يحدث للشخص وعائلته جراء الفقدان المفاجئ لمصدر دخلهم.

الموقع يرى أن هذه قد تكون فرصة ذهبية للشخص للتفكير في مستقبله، وكيفية تطوير حياته العملية. ويوضح: “خسارة الوظيفة قد تكون صعبة، لكن في النهاية فإن الشخص قد يجد فرصة عمل أفضل. الأهم من ذلك أن على الشخص أن يفكر في إيجاد سبل لضمان عدم مواجهة سيناريو فقدان دخله مرة أخرى”.

موقع الصحيفة البريطانية (mirror.co.uk) يرى أن الشخص يجب أن يبحث مباشرة عن دعم معنوي من أفراد عائلته أو الأصدقاء. ويقول إن ذلك «يسمح للشخص بالتعبير عن مشاعره، بخاصة أن البوح بها يسمح له بالتفكير إيجابياً قبل الشروع في رحلة البحث عن وظيفة جديدة».

عمليا، ينصح الموقع العائلات بالتفكير بجدّية قبل صرف أي مقدار من النقود، والتخطيط قبل شراء أي شيء، والتفكير بمدى الحاجة إليه في هذه الظروف الاستثنائية. يجب تجنب شراء كميات كبرى من المواد الأساسية، لرغبة الكثيرين في التخزين، فضلا عن إعداد ميزانية عائلية واقعية، والالتزام بهذه الخطة لتجنب الإفراط في الإنفاق.

الأشخاص الذين حصلوا على قروض بنكية مباشرة أو عن طريق البطاقات الائتمانية، عليهم التحدث لدائنيهم. تجاهل القوانين الخاصة بالإقراض والائتمان قد يعرّض الكثيرين لفقدان ما لديهم، بخاصة إذا كانوا قد رهنوا عقارا أو مصاغا ذهبيا مثلا، للحصول على تمويل ما.

يجب على الفور الاتصال بالدائنين، والتفكير في حلول عملية وسريعة لإعداد جدول من الدفوعات الصغيرة التي يستطيع الشخص القيام بها لفترة قصيرة من الزمن، أو إعادة تمويل القرض، حيث يمكن توقيع عقد آخر أصغر حجما للتسديد على مدى فترة زمنية أطول.

الدفوعات الجديدة في هذه الحالة ستكون أصغر حجما، لكن التكلفة الإجمالية للقرض ستكون أكبر.

من الممكن أيضا النظر في دمج القروض في قرض واحد. حيث يمكن أن يحصل الشخص على قرض لتسديد جميع الفواتير الخاصة به في وقت واحد، يصبح بعدها سداد الديون لدائن واحد فقط، ما يسهّل هذه العملية، ويساعد الشخص على ترتيب مصروفاته بشكل أسهل.

في هذه الحالة يتم دفع مبالغ مالية أصغر، على فترة أطول من الزمن، وعادة ما تكون التكلفة الإجمالية أعلى، لكن هذا قد يكون ضروريا إلى حين الانتهاء من الأزمة أو إيجاد عمل جديد.

من المهم أيضا في هذه المرحلة، أن يقوم الشخص بالتفكير في مستوى مهاراته وقدراته وما ينبغي القيام به لتحقيق التفوق في مجال عمله، وما هي الإجراءات التي يلزم اتخاذها لتحقيق ذلك.

موقع (www.healthmoneysuccess.com)، يوجّه السؤال التالي:«اسأل نفسك ماذا تريد حقا القيام به. هل هذا المجال هو المثالي بالنسبة لك؟».

فضلا عن ذلك، يجب على الشخص تحديث سيرته الذاتية واستكمالها بالإنجازات الشخصية التي قام بها مؤخرا، حيث إن رؤية الإنجازات الشخصية يمكن أن تزيد من الشعور بالإنجاز، وتجعل الشخص واثقاً من أنه يستطيع التغلب على مشاكله والعودة إلى الإنجاز من جديد.

للعثور على عمل جديد، يجب البحث عن وظائف من خلال الصحف ومواقع الإنترنت التي تعدّ وسائل مناسبة لإيجاد وظائف.

تعزيز الشبكة الاجتماعية للشخص وإخبار المحيطين به أنه فقد عمله، وأنه يبحث عن وظيفة، يزيد من احتمالية الحصول على عمل جديد بسرعة أكبر.

قد يكون هذا الوقت أيضا مثاليا لتطوير المهارات، وقراءة الكتب، وحضور الحلقات الدراسية، أو دورات تحسين المهارات، ما يساعد في تحسين فرص العمل التي قد يعثر عليها الشخص.

تعدد مصادر الدخل يضمن أن الشخص لن يواجه السيناريو نفسه مرة أخرى. أسوأ شيء عند فقدان العمل هو فقدان الدخل وعدم القدرة على دفع القروض وتسديد الفواتير. تعدد مصادر الدخل يضمن للشخص الحصول على النقود لدفع الفواتير حتى عندما يخسر أحد مصادر دخله.

تم أخذ المعلومات بتصرف من مواقع

money.ifas.ufl.edu

www.healthmoneysuccess.com

www.mirror.co.uk

www.aces.edu

مواجهة فقد الوظيفة بميزانية واقعية وتطوير المهارات
 
09-Apr-2009
 
العدد 71