العدد 70 - كاتب / قارئ
 

التقيته للوهلة الأولى، فخلت أنني أعرفه منذ أمد بعيد. سحرني بشخصيته التي تجمع بألفة عجيبة بين الرفعة والتواضع، رفعة فيها شموخ بلا تكبر، وتواضع فيه بساطة وإنسانية بلا ضعة. تعجب منه، فهو في غمرة انشغاله بأهم قضايا الوطن بحكم موقعه الدبلوماسي الحساس، ينصت إلى دعاء الملهوف، فيغيثه، وإلى طلب المحتاج، فيستجيب له. البِشرُ لا يفارق محياه، والبسمة لا تفارق شفتيه. تقابله فتنفرج أساريرك، وتشعر بنشوة نفسية تغمرك بطلاوة حديثه وثراء معرفته.

يضحك على استحياء، كأنه ينفث عطراً يعبق في الأجواء، فيشيع فيها حبوراً ينعش النفوس والقلوب لكل من يجلس معه ويتحدث إليه، فقد شبّ في بيت علم وثقافة وأدب، وعُرف برزانة الخلق الرفيع والأدب الجمّ، فغدا المثل الصالح والقدوة الحسنة لأقرانه، ولقد زيّنه الخالق بالفطنة والنباهة وسرعة الخاطر والذاكرة القوية، وتوافرت لصديقنا الصدوق فرصة تلقي العلم في الهندسة من أشهر الجامعات الأميركية في تكساس، مما أهّله بالإضافة لثقافته الواسعة، إلى تسنم أرفع المناصب: وزيراً للنقل، ووزيراً للأشغال العامة، ثم وزيراً للنقل، ووزيراً للإعلام بالوكالة، ورئيس مجلس إدارة الشرق العربي للتأمين، ورئيس مجلس الملكية الأردنية، إلى أن وصل إلى أرفع المناصب وأكثرها قرباً من قائد الوطن.

هذا الأخ، والصديق والرفيق، الذي ما التقاه إنسان إلاّ أحبه وألف معشره، هو م. ناصر أحمد اللوزي، رئيس الديوان الملكي العامر، الذي اختاره الملك، ليكون إلى جواره في جميع الظروف والمناسبات داخل الوطن وخارجه، لنباهته وصدقه ووفائه ونفاذ بصيرته.

ونحن، إذ نتمنى لأخينا ناصر الذي يجمع بين حكمة الشيوخ ورصانتهم، ونشاط الشباب وطموحهم، دوام التوفيق والنجاح في خدمة المليك والوطن، لندعو الله أن يجمعه القدر مع رفيقة الدرب التي تقدّره حقّ قدره، وتؤنس وحشته، وتعينه في سعيه الدؤوب لخدمة وطنه وأسرته ومجتمعه.

غالب سليم صوالحة

الدبلوماسي الإنسان
 
02-Apr-2009
 
العدد 70