العدد 10 - أردني
 

خالد ابو الخير

«إلى ولدي، إلى حبيبي، إلى قرة عيني وفلذة كبدي، اليك يا حكمت، قدر الله وما شاء فعل»، بهذه العبارات التي تقطر مأساة رثت السيدة رندة قدورة ابنها الشاب حكمت الذي ذهب ضحية حادث سير في شارع مكة.

التحقيقات الأمنية تمكنت من التعرف على هوية السائق الجاني الذي تبين بحسب تصريح للناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب، انه عراقي الجنسية غادر الأردن في اليوم التالي للحادثة إلى دولة مجاورة.

وفيما تخيم سحب الحزن على عائلة السيد ماهر قدوره، والد حكمت، وبيت العزاء الذي أقيم للشاب ذي السبعة عشر ربيعاً، تتواصل الجهود الأمنية والقانونية للاستدلال على مكان السائق الفار تمهيداً لاستعادته وتقديمه للعدالة.

وكان الراحل حكمت على موعد مع أصدقائه في أحد المطاعم، لوداع صديق آخر على وشك السفر « لم تعرف يا حكمت أن الوداع كان لك، وليس لصديقك المسافر، الوداع كان لك يا حبيبي وفي فمك آخر مذاق لأكلك المفضل.» تستدرك السيدة رندة في آسى بالغ في مرثيتها المنشورة في صحيفة الرأي..

وفور خروجه وأصدقائه من المطعم، يملؤهم الزهو والحزن على فراق الصديق الراحل، داهمت السيارة حكمت.. قبل أن يتسنى له قول: الوداع.

«آخر مكالمة لي معك يا حكمت في ذلك اليوم كانت انتبه يا حبيبي من قطع الشوارع.. سبحانك يا رب.. سبحانك يا رب!». تستذكر الأم المكلومة بلوعة.

وأجرت الأجهزة الأمنية تحقيقا مع زوجة السائق الجاني الذي لاذ بالفرار من مكان الحادث، تاركا مرآة السيارة الجانبية التي سقطت في المكان من جراء قوة الصدمة، ما مكن من تحديد نوعيتها «نيسان مورانو» وتحمل لوحة غير أردنية ، ولاحقا استدل على السيارة «مركونة» في منطقة الشميساني.

السيدة رندة قدروة انهت مرثيتها لابنها الذي سرقه تهور سائق من مقاعد دراسته ودفء عائلته وأصدقائه، بنداء حميم: «حكمت.. موتك لابد أن تكون وراءه حكمة كبيرة وهدف سام، فيا شعب الأردن الحبيب، يا شعب الشهامة والمحبة الذين وقفتم معي في كل لحظة وشاطرتموني أحزاني وألامي، أرجوكم قفوا معي الآن، ولنكن يداً واحدة نعمل على تخفيف مثل هذه الحوادث. دعونا ننشر الوعي بين الكبار والصغار. دعونا نحترم قانون السير. دعونا نساهم في وضع قوانين صارمة أكثر. يا شعبي الحبيب: القيادة أخلاق، فدعونا نسمي بأخلاقنا ونوقظ ضمائرنا».

ورد مجلس النواب في كانون أول/ ديسمبر الماضي قانون السير المؤقت لسنة 2007 الذي تضمن عقوبات مغلظة في حال ارتكاب حوادث دهس تفضي الى الموت، الى جانب مواد اخرى مشددة .

أم «حكمت قدورة» تهز الضمائر
 
17-Jan-2008
 
العدد 10