العدد 70 - الملف
 

لم يكن يعلم عبد الكريم غرايبة الذي ولد العام 1923، أنه سيصبح يوما من الشخصيات المهمة في مدينة إربد، فقد عرف بتنقله من مكان لآخر بحكم عمل والده الموظف. درس حتى الثالث الابتدائي في مدرسة اللاتين بعجلون، ثم أكمل دراسته في السلط الثانوية. في العام 1942 قصد بيروت لدراسة الطب في الجامعة الأميركية اللبنانية، ولكنه فشل في تحقيق حلم والده بدراسة الطب وغيّر تخصصه من الطب الى التاريخ لشغفه بالتاريخ وعلومه.

في أثناء وجوده في لبنان أقسم يمين الولاء لحركة القوميين العرب في بيروت العام 1945، في سنة 1950 حاز غرايبة على الدكتوراه عن أطروحته «التجارة الإنجليزية في سورية في القرن الثامن عشر».

عمل الغرايبة في التدريس بجامعة دمشق ثماني سنوات، ثم انتقل للعمل في جامعة المك سعود بالرياض. زواجه في العام 1956 يمكن وصفه بالتاريخي، فقد تقدم لفتاة سورية من عائلة مرموقة تدعى « بيهمال». استقبال عائلتها له لم يكن على المستوى المأمول، ولكن الموقف سرعان ما تبدل عندما طرد الملك الحسين الجنرال كلوب من الأردن، فأصبح الجو أكثر حميمية وقبولا، وكان النصيب.

عمل في الجامعة الأردنية منذ تأسيسها العام 1962 أستاذا للتاريخ، ثم أصبح عميدا لكلية الآداب في الجامعة ثم عين أستاذ شرف فيها من أيلول/سبتمبر 1997 حتى يومنا.

حاز أوسمة عدة منها: وسام الاستقلال، النهضة، الحسين للتميز، فضلا عن عدد من الجوائز منها الجائزة الممتازة للتعليم، وجائزة الدولة التقديرية.

حالياً، يقيم غرايبة، الذي ناهز الثامنة والثمانين عاما، وحيدا بعد وفاة زوجته قبل عشر سنوات، وله ابن واحد، رائد، حقق أمنية جده وأصبح طبيبا.

عبد الكريم غرايبة: خذله “الطب” فأنصفه “التاريخ”
 
02-Apr-2009
 
العدد 70