العدد 70 - الملف
 

خطيب مفوه، مثقف ومدرك لما يدور حوله من مؤامرات ضد الوطن العربي، عايش فترة الاستعمار الأجنبي، مثلما عاصر أيضا مرحلة التحرر من الاستعمار وقيام الدولة الحديثة وما رافقها من إنجازات وإخفاقات.

ولد المحامي شفيق ارشيدات في مدينة إربد العام 1918 عندما كانت قوات الجيش العربي الشمالي الفيصلي قد أنهت تحرير بلاد الشام.

على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، تثقف بالفكر القومي العربي، قبل أن يتابع دراسته بدمشق العام 1938 متخصصا في الحقوق.

وكان ارشيدات في طليعة الطلاب الأردنيين الذين جعلوا من كلية الحقوق قائدة للحركة الطلابية بالجامعة السورية، حيث كانت الكلية بؤرة النضال القيادي للجامعة وكان ارشيدات أحد فرسانها.

خرج في عشرات التظاهرات التي كان بعضها انتصارا لاستقلال لبنان وسورية والعراق، وبعضها انتصارا لفلسطين والأردن، هو الخطيب المفوه ما جعله هدفا للمراقبة المشددة من الأجهزة الأمنية السورية. لكنه ما لبث أن تخرج وعاد إلى بلده حقوقيا لامعا، ومن الطريف أن نذكر أنه كثيرا ما ترافع عن الشاعر مصطفى وهبي التل الذي كان يعتبره مدرسة في الخلق الاجتماعي.

اهتم ارشيدات الذي عرف برقي حسه القانوني بالعمل المؤسسي، انتخب نائبا عن إربد في العام 1947، وبقي نائبا لأربع دورات على التوالي، وحين أعلن حل مجلس النواب اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير 1950، وذلك من أجل إجراء انتخابات جديدة تشمل الضفتين بعد توحدهما، اتخذ ارشيدات موقفا معارضا لهذه الوحدة من منطلق الحرص على هوية القضية الفلسطينية.

عرف المنفى والتشرد والسجن خلال مسيرته الطويلة، وتحوّل شخصية عالمية، حيث شغل مواقع نقابية وسياسية جعلت منه شخصية معروفة على المستويين العربي والعالمي، فقد شغل منصب رئيس اتحاد المحامين العرب لخمس دورات اعتبارا من العام 1962، والأمين العام للجنة الدفاع عن الحريات العامة وسيادة القانون في الوطن العربي، رئيس اللجنة القانونية في مجلس التضامن الآسيوي الإفريقي، رئيس اللجنة القانونية في مجلس السلام العالمي، وأمينا عاما لاتحاد المحامين العرب ولمدة خمس دورات اعتبارا من العام 1962.

شفيق إرشيدات: نزاهته المهنية جعلته شخصية عالمية
 
02-Apr-2009
 
العدد 70