العدد 70 - الملف
 

محمد علاونة

بحسب دراسة أعدتها دائرة الإحصاءات العامة أخيرا، فإن نماذج التخطيط الخاصة بالمدن والعمران الحضري المعتمدة في الدراسة ودراسة خرائط نمو المدينة منذ العام 1884 والزيادة السكانية بالمقارنة، فإن المدينة نشأت ونمت بفعل الموجات المتلاحقة من المهاجرين بشكل لم يتناسب والتخطيط العمراني، لذلك جاء المخطط النهائي للمدينة مبعثر الملامح بين السكان الذين احتلوا 89 في المئة من أراضي المدينة والمرافق الأخرى.

والميزة النسبية التي تمتعت بها مدينة إربد، مع وجود أراض شاسعة مترامية الأطراف، حالت دون إحياء وسط المدينة، بحيث يكون مركزا تجاريا حيويا يتمتع بمرافق ترفيهية وثقافية، وهو ما استدعى إعداد مشروع لإحياء وسط إربد. من أبرز أسباب إعداد المشروع تدهور حالة الأبنية التراثية، وبالتالي ضعف ارتباط السكان بمدينتهم بسبب تلاشي الرموز التراثية التي تشكل جزءاً من ذاكرة المكان التي يرتبطون بها. من هنا، تواجه المدينة أزمة ضياع الهوية التراثية لأقدم جزء في المدينة وخطر الامتداد العمراني الحديث عليها والاختناقات المرورية الحادة التي تعاني منها وتجعل منطقة وسط المدينة طاردة.

المشروع، الذي أعده رئيس بلدية إربد السابق وليد المصري، جاء لحل ثلاث مشاكل يعاني منها وسط المدينة، الأولى: مشاكل تنظيمية اجتماعية، وتتمثل في قلة المساحات الخضراء وافتقار المدينة لساحة رئيسية «مكان خاص بالاحتفالات»، وعدم توفير نظام بناء خاص بمنطقة وسط المدينة للحفاظ على الطابع التراثي، التجاوز على أحكام البناء (توسع أفقي وعامودي) وضياع هوية الأسواق المتخصصة كسوق الصاغة والجلود وعدم توفير أماكن للأكشاك لبيع المواد الخفيفة، ووجود عوائق في الطرق والأرصفة «أشجار، بسطات...».

المشكلة الثانية تتعلق بالبنية التحتية والبيئية، وتتمثل في عدم توافر شبكة كافية لصرف مياه الأمطار وانتشار ظاهرة البيوت المهجورة «مدعاة للجريمة ومكاره صحية»، والحاجة لإعادة تأهيل وترميم واجهات المباني، وبخاصة القديمة منها،

وانتشار ظاهرة اليافطات التي تؤدي إلى «تشويه بعدي»، وعدم توافر إنارة كافية في الممرات والأزقة.

أما الثالثة، فتعنى بالطرق والمرور، وتتمثل في عدم ملاءمة سعة بعض الطرق لحجم المرور عليها، وعدم توافر مواقف للسيارات، وعدم توافر مواقف عامة للباصات مظلات، مقاعد جلوس، وعدم التقيد بالمعايير الهندسية في تنفيذ بعض الطرق والأرصفة وعدم توافر توجيهات إرشادية.

بدأ تنفيذ المشروع العام 2008 بافتتاح متحف بيت السرايا، الذي كان أقيم كقلعة في القرن التاسع عشر، ويضم المتحف قاعات تعرض تاريخ إربد وحضارتها.

ويمتاز المتحف بتخصيص قاعة تعرض فيها لوحات فسيفسائية أحضرت من مواقع أثرية في المحافظة.

وتمت إزاحة الستارة عن مشروع إعادة تأهيل بيت النابلسي في وسط المدينة، حيث تتضمن المرحلة الأولى إعادة تأهيل وتطوير هذا المبنى ليستخدم لإنتاج الأعمال الفنية واليدوية والتراثية بكلفة تبلغ نحو 200 ألف دينار.

كما تمت إزاحة الستارة عن مشروع ساحة «فوعرا» في وسط المدينة، ويتضمن المشروع إعادة تطوير الساحة، وتأهيلها كساحة عامة بكلفة تناهز أربعمائة ألف دينار.

وفي شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت مديرية سياحة محافظة إربد عن إطلاق مشروع تأهيل وترميم بيت علي خلقي الشرايري بكلفة 313 ألف دينار ضمن مشروع وزارة السياحة للحفاظ على البيوت التراثية بعد أن استملكته بلدية إربد الكبرى بقيمة 26 ألف دينار، حيث تنتهي أعمال المشروع نهاية العام الجاري، وسيصار إلى تحويله إلى متحف سياسي.

وما زالت هنالك مشاريع بانتظار تنفيذها مثل أسواق الخضار وساحات وحدائق ترفيهية.

إحياء وسط المدينة: مشروع يعيد النبض إلى قلبها
 
02-Apr-2009
 
العدد 70