العدد 69 - احتباس حراري
 

علا فرواتي

كشفت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) عن إمكانية إتاحة نحو عشرة ملايين فرصة عملٍ بيئية جديدة في جميع أنحاء العالم من خلال الاستثمار في التنمية المُستدامة للغابات وترشيد استخدامات مواردها.

المدير العام المساعد جان هاينو، مسؤول قسم الغابات لدى المنظمة، قال إن «الإدارة المُستدامة للغابات في وقتٍ تتفاقم فيه أوضاع البطالة بسبب الكساد الاقتصادي الحالي، يمكن أن تصبح وسيلةً لتوفير الملايين من فرص العمل الخضراء، مع التخفيف من حدة الفقر، والنهوض بالبيئة». ونظراً إلى دور الغابات كمستودعٍ طبيعي لاختزان الكربون، فإن مثل هذا الاستثمار في الإدارة المُستدامة للغابات يمكنه أيضاً أن يقدّم مساهمةً رئيسية للحدّ من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف لعواقبه المحتملة.

من جهة أخرى، أفادت دراسةٌ أصدرتها منظمة العمل الدولية (ILO) مؤخراً، بأن البطالة في جميع أنحاء العالم يمكن أن ترتفع من 179 مليون شخص العام 2007، إلى 198 مليوناً العام 2009 وسط أفضل الاحتمالات، بينما يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 230 مليون شخص وفق أسوأ التوقّعات.

زيادة الاستثمارات

من الممكن أن توفِّر زيادة الاستثمار في قطاع الغابات فرصَ عملٍ جديدة في مجالات الإدارة الحرجية، والتحريج الزراعي، والمَزارع الحرجية، والنهوض بأنشطة مكافحة حرائق الغابات والأدغال، وتطوير مواقع الاستجمام والممرّات الحرجية والنهوض بإدارتها، وتوسعة المساحات الحضرية الخضراء، واستعادة سلامة الغابات المتدهورة، وغرس غابات جديدة. كما يمكن تطويع مثل هذه الأنشطة وغيرها وفق الظروف المحليّة، بما في ذلك مدى توافر الأيدي العاملة، ومستويات المهارة، وغير ذلك من الظروف البيئيّة والاقتصادية الاجتماعية السائدة على المستويات المحلية.

بُلدان، مثل الولايات المتّحدة وكوريا، تمضي بإدراج قطاع الغابات خصيصاً في خططها لتحفيز النمو الاقتصادي. وعلى نحو مماثل يشكل التشجير عنصراً مهماً في برنامج ضمان العمل الريفي بالهند. وفقاً للمنظمة، فإن قطاع الغابات ينطوي على إمكانيات كامنة لتوفير عشرة ملايين فرصة عمل جديدة على الأقل، عبر برامج الاستثمار الخاصة بكل بلد.

في الوقت نفسه، بإمكان الإدارة المحسَّنة للغابات، وغرس الأشجار الجديدة، أن يقدِّما مساهمةً مهمة في الحد من انكماش الغطاء الحرجي بحسب ما تُفيد تقارير صادرة عن عدد كبير من البلدان. ومن شأن ذلك أيضاً أن يُساهم في الحد من انبعاث العوادم الكربونية الناجمة عن تغيير استخدامات الأراضي. وقد ينجم عن ذلك تأثيرات أكثر إيجابية على تغيُّر المناخ، في ما يفوق أي مبادرةٍ أخرى قد يتخذها أو يتدارسها قادة العالم.

الأسبوع العالمي للغابات

كيفية مساهمة الإدارة المستدامة للغابات في بناء مستقبلٍ بيئي، وتلبية احتياجات المجتمع المتغيّرة إلى السلع والخدمات البيئية المعتمدة على الغابات، من بين القضايا الرئيسية التي بُحثت في الأسبوع العالمي للغابات الذي نُظم في العاصمة الإيطالية الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع لجنة الغابات لدى المنظمة.

تأتي هذه الاجتماعات لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي لم يسبق لها مثيل، بخاصة وأن قطاع الغابات تعرَّض إلى أضرارٍ بالغة أيضاً وفق الدراسة التي أصدرتها المنظمة في 16 آذار/مارس الجاري، بعنوان: «حالة الغابات في العالم 2009». وفي الأحوال كافة، يمتلك قطاع الغابات قدرةً كامنة كبيرة للنهوض بدورٍ تحفيزيّ في الاستجابة العالمية للأزمات الاقتصادية والبيئية العالمية.

الغابات: “الاقتصاد الأخضر” للعالم الجديد
 
26-Mar-2009
 
العدد 69