العدد 69 - علوم وتكنولوجيا
 

مع أسلوب الحياة العصرية، الذي يتميز بالسرعة في أداء كل شيء، أصبح نمط تناول الطعام يتسم بالسرعة، ما يؤثر في الصحة بشكل سلبي عبر ازدياد نسبة ما يُعرف بـ«الكولسترول». فالأكل المقلي والمليء بالدهون، وعدم ممارسة الرياضة، يزيدان من مستوى الكولسترول في الدم، ما يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.

الكولسترول مادة دهنية أساسية في تكوين أغشية الخلايا في جميع أنسجة الكائنات الحية. إضافة إلى ذلك، يؤدي الكولسترول دورا مركزيا في الاستقلاب الحيوي، لذلك تقوم غالبية الكائنات بإنتاجه.

يصنع جسم الإنسان جزءا كبيرا من كمية الكولسترول التي يحتاجها، فيما توفر التغذية الكمية المتبقية. ويتم إنتاجه بشكل رئيسي في الكبد والأمعاء، ويُنقل في بلازما الدم بوساطة جسيمات البروتينات الدهنية. تقوم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) بحمل الكولسترول من الكبد إلى بقية أعضاء الجسم، فيما تقوم البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) بإرجاعه لتقويضه.

يُفترض حاليا أن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، الذي يمكن أن ينتج عن عوامل غذائية ووراثية، السبب الرئيسي في أمراض تصلب الشرايين. هذه الظاهرة تساهم في خطر اﻹصابة بالذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية نتيجة تكون خثرة دموية. وتؤدي البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) دورا رئيسيا في تصلب الشرايين، ويُسمّى ارتفاعها عن حد معين في اﻷوساط الطبية: «ارتفاع الكولسترول الضار». فيما يمثل ارتفاع نسبة البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) درجة من الحماية ضد هذه اﻷمراض، لذلك توصَف الحالة بـ«الكولسترول الحميد».

مستويات الكولسترول بالدم

المستوى الطبيعي للكولسترول (الكلي) بالدم يجب ألاّ يتجاوز 200 ملغ/دل. لكن تحليل الكولسترول الكلي لا يقدم نتائج دقيقة عن حالة الجسم وعن حماية القلب، لذلك لا بد من تحليل الكولسترول إلى (LDL) و(HDL).

فالكولسترول الكلي في الجسم هو مجموع: الكولسترول الحميد (HDL)، والكولسترول السيئ (LDL)، وخُمس مقدار الشحوم الثلاثية بالدم (TG)، على أن تكون الشحوم الثلاثية أقل من 400 ملغ.

يجب أن تكون نسبة الكولسترول الحميد لدى الرجل أكثر من 34 ملغ/دل، ولدى المرأة أكثر من 45 ملغ/دل، ليعكس حماية قلبية جيدة للجسم. أما الكولسترول السيئ، فيجب أن يكون أقل من 130 ملغ/دل، وإلا من الضروري القيام بالتالي:

- 130 - 159 ملغ: تطبيق حمية غذائية.

- 160 - 189 ملغ: تطبيق حمية غذائية، والأخذ في الحسبان تناول الأدوية الخافضة للكولسترول عند وجود عوامل خطورة مرافقة (سمنة، وضغط، وسكري، وتقدم العمر، والتدخين...).

- 190 - 220 ملغ: حمية شديدة، مع تطبيق المعالجة الدوائية الخافضة للكولسترول.

الكوليسترول: ضريبة الحياة العصرية
 
26-Mar-2009
 
العدد 69