العدد 68 - احتباس حراري
 

بعجزهم عن التنبؤ الدقيق لآثار الاحتباس الحراري في البيئة والزراعة.

وفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن الأكثر تضرراً سيكونون المزارعين في إفريقيا، حيث المناخ حارّ فعلاً، فهؤلاء سيواجهون صعوبات كبيرة في زراعة المحاصيل إن ارتفعت درجة الحرارة أكثر.

المنظمة، ومنذ إنشائها العام 1945، دأبت على جمع معلومات عن التغيرات السنوية والموسمية في المناخ وتأثيراتها في الزراعة والبيئة، كما أنها تمد يد المساعدة للدول النامية لتأهيلها كي تصبح أكثر قدرة على جمع هذا النوع من البيانات التي تساعدها على فهم التغيرات المناخية، وتساعدها بالتالي على إنتاج الأغذية اللازمة لإطعام سكانها.

المنظمة تُشرك العلماء في أنحاء العالم كافة بهذه المعلومات، بخاصة أولئك العاملون ضمن الفريق الحكومي الدولي المعني يتغير المناخ، الأمر الذي قد يساعد المجتمع العلمي على التوصل إلى توقعات طويلة الأمد بشأن تأثيرات الاحتباس الحراري.

في أحد تقاريرها، أكدت المنظمة أن الزراعة تؤثر أيضاً في المناخ، وتتسبب في تغيره، فالزراعة هي مصدر اثنين من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهما غازا: أكسيد النيترز، والميثان، اللذان نبه التقرير إلى مساهمتهما الكبرى في تكريس ظاهرة الاحتباس الحراري.

الأسمدة تعدّ المصدر الرئيسي لانبعاث غاز أكسيد النيترز، وبالتحديد الأسمدة الأزوتية، التي جرى استخدامها بصورة مفرطة في بلدان كثيرة. فتسببت في تلويث التربة والمياه. هذه الأسمدة تحتوي على نسب عالية من النيتروجين، وثبت علمياً أنها تتسبب في عجز النبات عن امتصاص بعض العناصر الغذائية الموجودة في التربة، كما أنها تتحلل ببطء عند ذوبانها إلى أمونيوم وثاني أكسيد كربون.

التربة الملوثة بهذه الأسمدة تسبب الكثير من الأضرار للبيئة المحيطة بها، فهذه المخصبات التي تذوب في مياه الري تتسرب إلى المياه الجوفية في باطن الأرض، ويرفع بذلك من نسبة النيترات والفوسفات في الماء.

وعندما تتسرب كميات من هذه الأسمدة إلى أنظمة المياه، فإنها تعمل على تحفيز النمو الزائد للطحالب، ما يدفع البكتيريا الموجودة في المياه إلى استهلاك كميات زائدة من الأكسجين لهضم هذه الطحالب، ويؤدي هذا الأمر إلى نقص الأكسجين في الماء، وموت الكثير من النباتات المائية والحيوانات.

الميثان هو الغاز الثاني المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، ويعدّ الإنتاج الحيواني واحداً من الأسباب المؤدية إلى إنتاجه. عندما تهضم حيوانات مثل: الأبقار والماعز والأغنام، طعامها، فإنها تتجشأ غاز الميثان. قد يبدو الأمر غريبا، لكن بحسب (فاو) فإن 80 مليون طن من غاز الميثان ينبعث في الجو سنويا، بسبب تجشؤ ملايين الحيوانات على الكوكب، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 180 مليون طن بحلول العام 2030.

الزراعة والتغيرات المناخية: علاقة جدلية
 
19-Mar-2009
 
العدد 68