العدد 67 - الملف
 

سالم الفلاحات

الفلاحات هو المراقب العام الرابع لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن؛ شغل هذا المنصب من العام 2006 إلى 2008 . ولد في مادبا في العام 1954 . نال بكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وانضم إلى الجماعة عام .1968 منذ الأيام الأولى لتوليه منصب المراقب العام واجه الفلاحات أزمة ما صار يُعرف ب »أسلحة حماس »، ثم وضع الحكومة يدها على موجودات «جمعية المركز الوطني الخيرية »، ثم اعتقال النواب الأربعة من جبهة العمل الإسلامي الذين شاركوا في عزاء عشيرة أبو مصعب الزرقاوي، ثم الانتخابات البلدية، ثم الانتخابات النيابية.

ومع ذلك لم يغفل الشيخ عن بعض الانجازات الداخلية التي أسهمت في تطوير مؤسسية الجماعة، وإدخال تعديلات جوهرية على القانون الأساسي الذي لم تستطع الجماعة الوصول إليه لأكثر من عشرين عاماً.

فقد تم إقرار مبدأ الفصل بين السلطات، وتم إيجاد رئاسة مستقلة لمجلس شورى الجماعة، مستقلة عن سلطات المراقب العام، وتم اختيار المحاكم المستقلة بالانتخاب بعيداً عن تدخل المكتب التنفيذي. كما تم إقرار تداول المسؤولية، بحيث لا يجوز للمراقب العام الاستمرار في قيادة الجماعة لأكثر من دورتين متتاليتين، مدة كل دورة أربع سنوات. كما تم إقرار مبدأ إداري جديد، هو أن يختار المراقب العام المنتخب فريقه التنفيذي ثم يعرضه على مجلس الشورى من اجل أخذ الموافقة.

سالم النحاس

بدأ النحاس حياته السياسية وهو بعد على مقاعد الدراسة الثانوية، وكان مناصرا لحزب البعث. التحق بجامعة القاهرة في أوائل الستينيات فأصبح عضو خلية في الحزب وذلك بتأثير من زميله في الدراسة حاتم زريقات. بعد القاهرة، توجه للعمل في الدمام والرياض وهناك تعرف على الماركسية بفعل صداقة وحوارات نشأت بينه وبين مثقف من الجزيرة العربية .وقبل أشهر من أحداث أيلول/سبتمبر 1970 عاد إلى عمان والتحق بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي كانت ترفع راية الماركسية اللينينية.

بالإضافة إلى عمله السياسي، ساهم النحاس في العام 1974 في إنشاء رابطة الكتاب الأردنيين، وهي أول إطار جمع الأدباء والكتاب الأردنيين، فقد كان النحاس كاتبا وروائيا أيضا. بعد عامين اعتقل أول مرة لتتوالى مرات الاعتقال والإفراج حتى العام 1989 تاريخ التحول نحو الحياة الديمقراطية ورفع الأحكام العرفية. خاض الانتخابات النيابية ثلاث مرات، أولها: الانتخابات التكميلية عام 1984 ، ثم الدورتين الانتخابيتين عامي 1989 و 1993 ، ولكن الحظ لم يحالفه في المرات الثلاث؛ وهو يؤكد أنهم: «سقَطوني .» وصل سالم النحاس منصب الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي الأردني )حشد( عام 1996 ، وبقي فيه حتى العام 2003 ، حيث أقعده المرض عن ممارسة النشاط السياسي والحزبي في العام المذكور، بعد إصابته بجلطة دماغية تسببت في عدم قدرته على الحركة.

منير الحمارنة

حزبي متمرس، اقترنت مسيرة حياته بحزب الرايات الحمراء منذ كان في يافعا. كان عضواً في الخلايا الماركسية في أواخر الأربعينيات قبل تشكيل الحزب الشيوعي الأردني عام 1951 ، وكان من أعضاء الخلايا آنذاك فؤاد قراعين، وحنا هلسة، وغالب هلسة، وإبراهيم طوال،

ومحمد السالم الشاهين، وفايز بجالي. يرجع الحمارنة الفضل في بداية تثقيفه للمحامي حنا هلسة ثم إبراهيم طوال. نشأ حمارنة في مادبا، لأسرة ميسورة. تعلم في إحدى مدارس الإرساليات «الأميركان » في مادبا، ومنها انتقل إلى مدرسة المطران في عمان، وصادف أنه أثناء تقديم امتحان المترك جرت حادثة اغتيال الملك عبد الله المؤسس. وبسبب تلك الظروف لم ينجح أحد من الطلبة الاثني عشر المتقدمين سوى طالب واحد هو: منير الحمارنة. بعد ذلك درس في مصر والعراق، ثم في تشيكوسلوفاكيا.ولم يتسن له العودة إلى عمان فقصد سورية. في دمشق قدمه صديقه الكاتب الفلسطيني، فيصل الحوراني، الى مسؤولين اقتصاديين أسندوا إليه العام 1966 ، هو غير السوري وغير البعثي، مهمة بناء المؤسسة الاستهلاكية السورية، وقد نجح في هذه المهمة طيلة 11 عاماً، في وقت لم يكن فيه الاقتصاد الموجه قادراً على الوفاء بالاحتياجات الأساسية للناس، وبخاصة في ظروف حرب العام 1973 حيث وضع خطة تموينية ناجحة. في العام 1977 عاد إلى عمان، من دون أن تتاح له فرصة العمل في القطاع الحكومي أو الخاص، فعمل في مجلس الوحدة الاقتصادية التابع للجامعة العربية خبيراً اقتصادياً، ومديراً للدراسات، وكانت الجامعة العربية وهيئاتها قد انتقلت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل إلى عواصم عربية عديدة، وكانت «حصة » الأردن آنذاك مجلس الوحدة الاقتصادية الذي اتخذ من عمان مقرا له. لكن هذا لم يمنعه من مزاولة عمله الحزبي. من المفارقات في حياته الحزبية، أنه مع السماح بعودة الحياة الحزبية ووقف العمل بقانون مكافحة الشيوعية، أصيب الحزب بصدمة كبيرة من خارج الحدود بانهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية. وقد أدى ذلك، بين ما أدى إليه، إلى خروج قيادات وكوادر أمثال: عيسى مدانات، ومصطفى شنيكات، وموسى المعايطة، وسواهم، وبعضهم انخرط في تشكيل أحزاب جديدة. بالرغم من حزبيته، تمكن الحمارنة، بمساندة من رئيس الجامعة الأردنية فوزي غرايبة، من العمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الأردنية حتى العام 2006 . لكنه تفرغ بعد ذلك للعمل الحزبي.

مادبا الحزبية : أمناء عامون
 
12-Mar-2009
 
العدد 67