العدد 67 - احتباس حراري
 

حذّرت دراسة حديثة من أن ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الأسماك في معيشتهم في إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، سوف يواجهون مصاعب لا مثيل لها، نتيجة التغيرات المناخية التي تهدد مصدر رزقهم الأساسي.

إضافة إلى المخاطر التقليدية التي تتمثل في التلوث، وممارسات الصيد الجائر، فإن التغير المناخي صار يمثل تهديداً خطيراً على المصائد السمكية في العالم، بسبب ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للبحار، ما يؤثر في توزيع العناصر المغذية للأسماك في المحيطات، وفي صحة الشعاب المرجانية، وهي عوامل تشكل تهديداً خطيراً للثروة | السمكية في مناطق كثيرة من العالم. الدراسة التي أجرتها جامعتا: (British Columbia) في كندا، و(East Anglia) في إنجلترا، ونُشرت في مجلة (Fish and Fish eries) خلال شباط/فبراير من العام الجاري،

ذكرت أن العالم سيشهد إعادة توزيع رئيسية لأنواع كثيرة من الكائنات البحرية بسبب تغير المناخ، ورصدت انزياحا لمسافة 200 كيلومتر في السنوات الخمسين الأخيرة، وذلك لأكثر من ألف نوع من الكائنات البحرية، مثل: أسماك الرنجة والتونا والقريديس والقرش.

بحسب الباحثين فإن ظاهرة الاحتباس الحراري، ستدفع الثروة السمكية أكثر من 200 كيلومتر باتجاه القطبين بحلول منتصف هذا القرن، بسبب اضطراب الحياة في المحيطات. وفي المتوسط، فإن الأسماك ستغير من توزيعها بمعدل 40 كيلومتراً كل عشر سنوات خلال السنوات الخمسين القادمة. هذا يعني أن هنالك خطرا على بعض الأنواع من السمك التي لا تعيش إلا في المياه الباردة، ولن يكون لها مكان تذهب إليه إذا ما ارتفعت درجة حرارة المحيطات. الباحثون درسوا المصائد السمكية في 123 دولة، لتحديد أكثرها تضرراً، اعتماداً على الأثر المحتمل للتغيرات المناخية، وعلى حجم اعتماد تلك الدول واقتصاداتها على هذه المصائد، وقدرة كل دولة على التكيف مع ذلك.

الدراسة خلصت إلى تحديد 33 دولة تعدّ الأكثر تضررا، تقع في مقدمتها الدول الاستوائية، فثلثا الدول المتضررة تقع في إفريقيا المدارية، والكثير من أسماكها اتجهت جنوبا أو شمالا، هربا من ارتفاع حرارة المياه. بحسب التقرير، فإن المناطق المستفيدة ستكون: الأسكا، وغرينلند، والدول الإسكندينافية. من الدول المتضررة في إفريقيا: غينيا، ومالاوي، والسنغال، وأوغندا؛ وفي آسيا: بنغلاديش، وكمبوديا، وباكستان، واليمن؛ وفي أميركا الجنوبية: كولومبيا، وألبيرو. هذه الدول تنتج 20 في المئة من استهلاك العالم من الأسماك، و 22 منها مصنفة من الأمم المتحدة بأنها من الدول الأقل نموا. كما أن سكانها يعتمدون بشكل أساسي على السمك كمصدر أساسي للحصول على البروتين، و 27 في المئة من البروتين الغذائي لسكانها يتم الحصول عليه من الأسماك. شددت الدراسة على ضرورة أن تتبنى هذه الدول جهودا حقيقية لمكافحة التغيرات المناخية، لتحسين مصائدها السمكية، أو الحفاظ عليها على الأقل. كما شددت على ضرورة قيام الحكومات بجهود للتقليل من اعتماد شعوبها على موارد غذائية تتأثر بالتغيرات المناخية، ورفع قدرة الناس على توقع ومواكبة التغيرات المرتبطة بالمناخ التي تحدث لموارد عيشهم.

الاحتباس يهدد المصائب السمكية
 
12-Mar-2009
 
العدد 67