العدد 67 - حريات
 

ميسون برهومة

بمناسبة يوم المرأة العالمي (8 آذار/ مارس)، استطلعت "السجل" آراء عدد من النساء الأردنيات، من ربات البيوت اللاتي شاركن في برامج «تمكين » نظمّتها جمعيات نسائية أردنية في محافظات مختلفة، حول مدى استفادتهن من تلك البرامج، ومدى جدواها بنظرهن.

أم محمد الشاويش (45 سنة)، التي شاركت في دورة لمحو الأميّة نظمتها جمعية «تمكين المرأة الريفية » في طبربور، تقول إنها استفادت كثيراً من الدورة، وإنها باتت مقبولة اجتماعياً، من خلال ما تعلمته، وهي تحرص الآن على المشاركة في مختلف النشاطات.

كذلك هي حال أم جمال عبد العال (46 سنة) فقد استفادت بحسب ما تقول، من برامج «التمكين الاقتصادي » التي نظمها ملتقى سيدات الأعمال والمهن في جبل التاج، إذ تعلمت الخياطة والتطريز، ما ساعدها في المشاركة في سوق العمل، وتحسين الوضع الاقتصادي لعائلتها.

رويده مدانات (32 سنة) لم تكن مقتنعة أبداً بجدوى التعاطي مع الجمعيات النسائية أو المشاركة في نشاطاتها، لكنها اكتشفت العكس حين شاركت في ورشة عمل حول تربية الأطفال في الجمعية النسائية في قرية سول بالكرك، وتعرفت على نشاطاتها، تقول: «استفدت كثيراً وصرت أحضر دائماً، كما تعرفت على النساء وعلى أمور كثيرة مهمةفي الحياة .»

جميلة أبو هريرة (36 سنة) استفادت هي الأخرى من برامج جمعية «جعفر الطيار » الخيرية في جبل التاج، حيث حضرت دورة في التعامل مع الحاسوب، وأخرى لتعليم الأشغال اليدوية مثل صناعة القش، وهي الآن تبيع بعض مشغولاتها لتساعد في مصروف البيت، وتعلّم أطفالها استخدام الحاسوب. الاتحادات والجمعيات النسائية، تحصل عادة على تمويل لتنفيذ برامجها، من جهات محلية من القطاعين العام والخاص، مثل وزارات التخطيط والعمل والتنمية الاجتماعية، أو مؤسسات أجنبية تقدّم تمويلها باسم «الإنماء الدولي »، وهو أمر هناك من ينادي بفرض رقابة عليه، لضمان مخرجات متميزة لبرامج تلك الجمعيات، تتناسب والنتائج المرجوّة منها.

مديرة «جمعية تمكين المجتمع المحلي الخيرية »، فاطمة العقاربة، تؤكد أن مؤسسات المجتمع المدني تساعد المرأة على التمكين الاجتماعي والاقتصادي والنفسي، من خلال «إدماجها في المجتمع وتعريفها على متطلباته منها ومتطلباتها منه ». لذلك، تدعو العقاربة المرأة الأردنية للتفاعل الإيجابي مع الجمعيات النسائية، واستبعاد الأنا المسيطرة »، لكنها تبدي تفهمها لكون مشاركة ربات البيوت، تحديداً، في برامج هذه الجمعيات، ترتبط بوجود «مناخ عائلي مساعد يتفهم حقوق المرأة ويمنحها فرصة تحقيق أهدافها من دون التأثير في الوقت المخصص لبيتها وأبنائها .»

منسقة مشاريع جمعية النساء العربيات، أمل شواهنة،تقول إن جمعيتها «عملت مع المجتمع المحلي من خلال برامج مختلفة، أهمها برامج تمكين الخريجات في سوق العمل »، وتوضح أنه جرى تدريب 150 من الخريجات من مختلف مناطق المملكة، في عدد من أماكن العمل، ثم توظيف العديد منهن داخل عمّان وخارجها. تضيف الشواهنة أن «الجمعية تتعاون مع القطاعات المختلفة، فقد استفادت مثلاً من برامج الإرشاد المهني والاجتماعي في وزارة العمل لتنفيذ برامجها، فالجمعية تدرس حاجات المجتمع أولاً وتحاول تليبتها لأن المرأة عنصر أساسي في كل مجتمع »، وتؤكد أن من مهمات الجمعية «إتاحة فرص التفاعل أمام النساء بغرض تأهيلهن اجتماعياً ونفسياً، وجعلهن أكثر تقبّلاً للمجتمع .»

هكذا، فإن ثمة نظرة إلى الجمعيات النسائية على أنها أداة لتطوير المرأة، وتمكينها اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، كي يتحقق لها التوازن تجاه ما هو متاح في المجتمع، والأهم أن تكون هذه النظرة واقعية، تتجاوز التنظير والشعارات.

في يوم المرأة العالمي: ربات البيوت راضيات عن الجميعات النسائية
 
12-Mar-2009
 
العدد 67