العدد 65 - علوم وتكنولوجيا
 

عدي الريماوي

مع التقلبات المستمرة التي تطرأ على أسعار المشتقات البترولية، وتوجُّه العالم لتخفيف الاعتماد على النفط، اتجهت كبرى شركات السيارات في

العالم، لتطوير مبدأ «السيارة الكهربائية » التي تُشحن بالبطارية، بدلاً من الاعتماد على البنزين. ويتسابق مصنّعو السيارات في أميركا وأوروبا واليابان، إلى تصنيع النموذج الأفضل والأنسب لهذه السيارة. يعتمد مبدأ هذه السيارة على الإفادة من الطاقة الكهربائية بدلاً من الاعتماد على الطاقة المتولدة عن حرق الوقود. والبطارية هي المصدر الرئيسي للطاقة في السيارة، وتُستخدم قوة المحركات الكهربائية لإنتاج الطاقة اللازمة لتحريك العجلات، حتى تتحرك السيارة.

يعود تاريخ هذه السيارة إلى منتصف القرن التاسع عشر. حيث طوّر روبرت أندرسون، وهو رجل أعمال أسكتلندي، نسخة كهربائية مركبة تشبه

وسائل النقل التي كانت شائعة في عصره. وجاءت هذه السيارة قبل اختراع السيارات العادية، التي تسير على البنزين والديزل. وفي منتصف القرن

العشرين، تطورت التكنولوجيا اللازمة لأغراض التخزين والبطاريات، مما جعل تزويد السيارة ببطارية كهربائية، خياراً جيداً بالنسبة للمركبات،

وتزايدَ الاهتمام بهذه الصناعة، وبخاصة في أوروبا. السيارة الكهربائية تعتمد فقط على البطارية، والعناصر المكونة لهذه البطارية تختلف عن تلك

الخاصة بالسيارة العادية. وتتكون في معظم أنواعها من: مراقب الجهد، وهو يستخدم لضبط تدفق الطاقة الكهربائية للسيارة، والمحرك الكهربائي الذي يعمل على إنتاج الطاقة. ويعدّ محرك السيارة الكهربائية أكثر فعالية من المحركات التي تعتمد على النفط بأربع مرات، حيث تصل 8 في المئة من الطاقة المخزنة في البطاريات إلى عجلات السيارة، في حين يكلف ذلك 20 في المئة من الطاقة في السيارة العادية. ما يمنع وصول هذه السيارة إلى الأسواق الآن، هو صعوبة الحصول على البطاريات اللازمة لتشغيل السيارة، وهي التي تعتمد على أيون الليثيوم، وليس هناك حتى الآن شركات كافية | لتصنيع مثل هذه البطاريات.

تتنافس شركات السيارات على تصنيع السيارة الكهربائية، فقد أكد فرع شركة «تويوتا » في الولايات المتحدة، أنه سوف يطلق سيارة كهربائية تعمل بالبطارية في العام 2012 ، وسوف يتم تأسيس السيارة المرتقبة على النموذج الأولي FT-EV الذي عرضته الشركة خلال معرض «ديترويت » الذي أقيم أوائل شباط/فبراير الجاري. وكانت الشركة عرضت نموذج «كامري هايبرد » )السيارة الهجينة(، خلال معرض لوس أنجلوس 2008 ، وهو نموذج مزود بمحرك يعمل بالغاز الطبيعي المضغوط. كما أطلقت مجموعة «دايملر » الألمانية لصناعة السيارات )مرسيدس(، مشروع تصنيع السيارة الكهربائية، بالتعاون مع مجموعة «رينانيا » الغربية لضخ الطاقة الكهربائية، كبرى المجموعات الأوروبية لضخ الكهرباء. ومن المقرر أن يتم العام الجاري الانتهاء من مد 500 شبكة كهربائية في شوارع بعض المدن الكبيرة في ألمانيا، خاصة بهذه السيارات، مع صناعة حوالي 100 سيارة كهربائية صغيرة من نوع «سمارتز »، وذلك بحلول العام 2010 . وتعدّ هذه السيارة صغيرة الحجم نموذجا على توفير الطاقة واستغلالها، إلا أن سرعتها القصوى لا تتجاوز 100 كم، وتوقع مسؤولو هذه الشركة بيع حوالي 50 مليون سيارة كهربائية بحلول العام 2020 . وتقوم شركة «نيسان » اليابانية أيضاً، بتطوير أكثر من نموذج للسيارة الكهربائية، وهي تطمح لإطلاق سيارة كهربائية كلياً بحلول العام 2010 ، حيث من المقرر طرحها في كل من اليابان والولايات المتحدة، على أن يبدأ تسويق السيارة في بقية دول العالم للأفراد بعد ذلك بعامين. تلك السيارة سيُمكنها قطع مسافة 100 ميل يومياً، وبسرعة قصوى تبلغ 75 ميلاً في الساعة، وتستغرق عملية شحن البطارية الخاصة بالسيارة حوالي 8 ساعات.

رغم فعالية السيارة الكهربائية، إلا أن العمل على تطويرها ما زال مستمراً، فمعظمها لا يسير أكثر من 160 كيلومتراً من دون إعادة شحن بطاريتها، ولكن العمل على تحسينها غدا متسارعاً في السنوات الأخيرة، ما يفتح المجال قريباً أمام طرح هذه السيارة في الأسواق، والوصول إلى أنسب الطرق للعمل عليها.

السيارة الكهربائية: توفير الطاقة وحماية البيئة
 
26-Feb-2009
 
العدد 65