العدد 65 - أردني
 

منصور المعلا

يلف الغموض أحداث حرق سيارات لعضو في مجلس بلدي مادبا، وقريب لرئيس البلدية، وذلك بعد نحو شهرين على اندلاع شرارته، بتهديد نائب رئيس البلدية أيمن معايعة ثم إحراق سيارتيه، وإحراق سيارة قريب لرئيس البلدية عارف أبو راجوح. الأحداث التي شهدتها المدينة تعد الأولى

من نوعها، وقد حاول رئيس البلدية ونائبه، عدم الرابط بينها وبين خلافات تعصف في البلدية بين الأعضاء والرئيس. أولى الحوادث بدأت حين تعرضت سيارت ابن رئيس بلدية مادبا أوائل كانون الثاني الماضي الى التهشيم وتحطيم زجاجها بعد سرقتها، حيث تم التعرف على الفاعل الذي وصفه نائب رئيس البلدية أيمن معايعة بـ"الأزعر" الذي سرق السيارة بغرض التجول بها، حيث ترك السيارة في منطقة الموقر شرق عمان بعد العبث بمحتوياتها.السارق موقوف ولم يتم إصدار حكم عليه. في أعقاب ذلك تعرض نائب رئيس بلدية مادبا أيمن معايعة، للتهديد من قبل مجهول بالاعتداء عليه. التهديد تم عبر اتصال هاتفي من رقم لم يتم التعرف على صاحبه. معايعة بيّن لـ"السجل" أنه "فضل عدم التصعيد بعد نصيحة مقربين منه" وقال إنه "يرفض تسجيل شكوى على المتصل" وقد وصل الحديث بينهما على الهاتف الى "تبادل ألفاظ نابية" حيث أجابه المعايعة "إذا أنك زلمة لاقيني بالشارع" .

وفي أوائل شباط الجاري اندلعت نيران في سيارتين تعود ملكيتهما ل معايعة أمام منزله في مادبا، وهما سيارة مرسيدس، وباص كيا. المعايعة روى لـ"السجل" كيف أنه "سمع في العاشرة والربع صوت انفجار، ليتبين بعد ذلك أن النيران بدأت تلتهم السيارتين حيث قام بإبلاغ الدفاع المدني" . مديرية دفاع مدني مادبا بينت أن التحريات الأوليةأشارت إلى أن الحادث مفتعل، حيث تم قطع بربيش البنزين وإشعال النيران من تحت الخزان. الحادث وقع بعد جلسة عاصفة في المجلس البلدي، كانت تناولت نقل مدير البلدية عبد العزيز الغليلات من وظيفته كمدير للبلدية الى منصب مستشار، حيث انسحب الأعضاء من الجلسة. مصادر في مديرية شرطة مادبا بينت أن "التحقيقات جارية في القضية". ونفى المصدر ما أشيع أن الشرطة "تتحفظ على أسماء المشتبه بهم في القضية لعدم إثارة حساسيات في المدينة" . نقل الغليلات جاء بغرض "تسريع وتيرة العمل في البلدية" على ما ذكر رئيس البلدية عارف أبو راجوح، مشيراً الى أن "هدف الموظفين في البلدية تقديم الخدمة للمواطنين وهم ليسوا محصنين من النقل أو التبديل إذا ما اقتضت ضرورات العمل ذلك".

عضو المجلس البلدي خالد التعمري ذكر أن الأعضاء المنسحبين هم: نائب الرئيس المهندس أيمن معايعة، سليمان الجفيرات، سعدي الكراملة، حسين الفقهاء، عثمان الشوابكة، عبد الرحمن الوخيان، سميرة الشخانبة، وزكية الرواشدة. وأوضح التعمري أن المجلس البلدي في جلسته يوم 26 كانون الثاني الماضي اتخذ قرارا صوت عليه 9 من أصل 12 عضواً ، بنقل مدير البلدية الى وظيفة مستشار على أن ينفذ هذا القرار في اليوم التالي. المعايعة انسحب من الجلسة بعد انسحاب ستة أعضاء آخرين، في إشارة إلى أنه ليس أول المعترضين على ما روى لـ"السجل"، وبيّن أن هناك بعض الأشخاص الذين يروجون أنه "يسعى لتجريد رئيس البلدية من صلاحياته بالاعتماد على الأعضاء الذين يدعمونه" . المعايعة، وصف من حرق سيارتيه بأنه "شخص غاضب يسعى للاصطياد في الماء العكر، وأنه ورئيس البلدية على خلاف حول قضايا عامة وليست شخصية".

رئيس البلدية عارف أبو راجوح بين لـ"السجل" أن الأحداث التي وقعت في مدينة مادبا، غريبة على مجتمع المدينة المتعايش، مبيناً أن الأجهزة الأمنية تحقق في القضية، وأن الفاعل أياً كان يجب أن ينال عقابه. وفي التاسع من شباط الجاري التهمت ألسنة اللهب سيارة مرسيدس حديثة تعود ملكيتها ل فواز ابو راجوح ،وهو قريب قرابة بعيدة لرئيس البلدية، في الشارع المؤدي الى دوار المحبة في المدينة. فواز أبو راجوح، روى لـ"السجل" كيف أنه "خرج من صلاة المغرب وكانت السيارة في كراج بيته" إلا أنه وبعد نصف ساعة خرج على صراخ صاحب المطعم" المجاور لبيته في حنينا والذي "شاهد ألسنة لهب تتصاعد من سيارته".

المتضرر قال إنه "لا يعرف رئيس البلدية أو أياً من الأعضاء" وإنه لا يعلم "إذا ما كان هناك خلاف بينهم"، مبيناً أنه منذ يوم الحادث "لم يراجعه أي من المسؤولين في المدينة" في الوقت الذي سوف يسعى فيه للتوجه "إلى الديوان الملكي أو إلى رئاسة الوزراء من أجل تحصيل حقه".

رئيس البلدية لا يربط بينها وبين خلافات داخل المجلس غموض غير مبرر لاستهداف السيارات في مادبا
 
26-Feb-2009
 
العدد 65