العدد 62 - ثقافي
 

وليد الشاعر

لم تشهد الساحة الثقافية الأردنية جدلاً حول مفهوم التطبيع ،مثل ذلك الذي شهدته نظيرتها المصرية، على سبيل المثال. حتى بعد توقيع اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة، ظل الجدل خافتاً .

العلاقة الاستثنائية مع الضفة الغربية والأراضي المحتلة لم تؤثر في المزاج الشعبي الذي رفض التطبيع، مبقياً على حالة العداء مع دولة الاحتلال بفعل سياساتها العدوانية بخاصة مع اندلاع الانتفاضة الثانية التي أنهت بصورة حاسمة بعض مظاهر التطبيع المتمثلة في ذهاب شبان أردنيين للعمل في الأراضي المحتلة، أو كتابات بعض الكتّاب والصحفيين الذين رحبوا بإقامة علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال. في سبيل ذلك، تأسست لجان مقاومة التطبيع في النقابات المهنية ورابطة الكتّاب الأردنيين، لكن محاكمات التطبيع ظلت أسيرة معارك خطابية تصل أحياناً إلى وسائل الإعلام؛ لندرة الحالات التي تواجه تهمة التطبيع ، ولوقوع كثير منها في منطقة «الشبهة »، فتعلو ضدها أصوات سرعان ما تخبو بعد انتهاء الحدث. ما يستدعي الانتباه أن وزارة الثقافة كانت بمنأى عن التطبيع لعدم اجتماع أي من الوزراء المتعاقبين عليها بنظيره الإسرائيلي، ما أبعد المؤسسة الثقافية الرسمية عن الوقوع في شباك التطبيع التي أجبرت عليها مؤسسات وطنية أخرى، وعليه فإن موقف المؤسسات الأهلية وفي مقدمتها «الرابطة » جاء أكثر وضوحاً وتشديداً على «تجريم التطبيع .» قواعد اللعبة ظلت على حالها، حتى صدور كتاب «مدينة... قصص مدن من الشرق الأوسط » باللغة الإنجليزية عن دار «كوما برس » البريطانية في أواخر العام الفائت. الكتاب يضم عشر قصص عن مدن شرق

أوسطية بأقلام: إلياس فركوح )عمّان(، جمال الغيطاني )الإسكندرية(، نبيل سليمان )اللاذقية(، جمانة حداد )بيروت(، ف

فركوح يواجه اغتيال الشخصية بانتظار قرار " الحكماء"
 
05-Feb-2009
 
العدد 62