العدد 62 - كتاب
 

تفتقر اللغة المنطوقة أحيانا إلى قوة الإقناع، فيلجأ الإنسان إلى استخدام لغة الإشارات بيديه أو تعابير وجهه، وربما استعان بجسده ليروي حدثاً أو يوصل معلومة محددة. اليد أبجديته، والأصابع حروف الأبجدية، والحركة نصُّها، فنحن البشر لا نكتفي باللغات التي ورثنا والتي اكتسبنا، بل نلوذ بالجسد، يمدنا بلغات مرئية تتراقص فيها المعاني، وتلتوي، أو تنفرد، أو تتضام، وتهبنا إمكانيات لا حدود لها في التواصل والاتصال.

من الآراء الشائعة التي ينبغي مناقشتها، أن الشعوب ذات الثقافات الشفاهية، والشعوب ذات الطبيعة العاطفية المنفتحة، تبالغ في استخدام الإشارات للتعبير عن الانفعالات والمواقف، ويقال: كلما كان المجتمع متسما بالعقلانية والرصانة الفكرية، تناقصت لديه إشارات الأيدي، والتعابير المفرطة في الوجه والجسد. يمثل هذا النمط، على ما يقول مروجو الفكرة، كثيرٌ من الشعوب الإسكندنافية، وشعوب شمال أوروبا عادة، بينما يمثل

سكان حوض البحر المتوسط: اليونانيون والإيطاليون والإسبان والعرب والأت

لطفية الدليمي: أبجدية الإشارات وقوة الإقناع
 
05-Feb-2009
 
العدد 62