العدد 62 - حتى باب الدار
 

سينشغل معلقون وسياسيون عرب كثر في الأيام المقبلة بالتوقعات حول من سينجح في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ومَن سيشكل الحكومة، نتنياهو أم تسيبي ليفني.

يجري الأمر بصورة أقرب إلى الحزازير منه إلى التوقعات السياسية، وهذا لا يعني خلوه من الفائدة، بل العكس هو الصحيح بالنظر إلى ما يتمتع به التحزير من متعة خالصة، وبالنسبة لنا في الأردن، فإننا قد نعتبر من الشعوب المحبة للحزازير. التوقع السياسي الذي يتجاوز حدود الحزازير يكون في حالتين: الأولى أن يكون لهذا التوقع دور، في توجيه الحدث أو تغيير مساره أو التأثير به في الاتجاه الذي يرمي إليه التوقع. الثانية، أن يكون الشخص الذي يقوم بالتوقع في وضع لا يستطيع فيه الانتظار، وقد يتضرر إذا لم يعلن توقعاته السريعة، تلك لكي يقوم بتحديد موقفه السريع أيضاً من الحدث الذي يدور حوله التوقع.

في حالة الانتخابات الإسرائيلية، فإن كل التوقعات خارج إسرائيل وبعض المواقع الغربية ليس لها أي تأثير على الحدث، ومن جهة أخرى لسنا في عجلة من أمر الانتخابات الإسرائيلية بحيث أنها «تِفرِق معنا باليوم »، بل يمكننا أن ننتظر بهدوء للنهاية، وفي ليلة الانتخابات نفسها يمكننا أن ننام طويلاً وبهدوء، ثم أن الانتخابات المقبلة جرت بشكل مبكر وهذا يعني أننا كنا أصلاً سننتظر لأكثر من سنة حتى يحين موعدها الطبيعي. يبقى البعد الحزازيري للمسألة، وهو مهم، لكن بشرط أن نعترف به، وأن تكون الحزازير «عن دود .»

"تسيبي" وأنا "حسيب"
 
05-Feb-2009
 
العدد 62