العدد 59 - علوم وتكنولوجيا
 

مع التطور المستمر في التكنولوجيا وتوالي الابتكارات، يتساءل كثيرون: إلى أين تذهب شركات الكمبيوتر والإلكترونيات في اختراعاتها المستمرة؟ وما هو مستقبل التكنولوجيا؟ وإلى أين ستصل في اكتشافاتها؟ فلقد تم قطع شوط طويل في «أتمتة» معظم العمليات في العمل والحياة، وباتت الأجهزة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان.

بدأت الشركات الكبرى، في توسيع عمليات الدمج لأجهزتها المختلفة في جهاز واحد، فمعظمها يقوم بإنتاج أجهزة التلفزيون والكمبيوتر والهاتف المحمول، ولم يعد عملها مقتصراً على إنتاج نوع واحد من الإلكترونيات، مما يمهد لعملية واسعة من «الدمج الإلكتروني»، في سبيل الوصول إلى «البيت الإلكتروني» الذي روّج له كثيراً، مدير شركة «مايكروسوفت»، بيل غيتس.

جهاز الحاسوب يمكن استخدامه الآن كتلفزيون، وكثير من أجهزة التلفزيون يمكن ربطها على شبكة الإنترنت. كذلك أجهزة الهواتف المحمولة التي أصبحت تقترب كثيراً في مزاياها من قدرات الحاسوب المحمول، في حين توفر معظم أجهزة التلفزيون الجديدة، ميزة الربط مع أجهزة أخرى، مثل الكاميرات ومشغّلات الأغاني، كما يتم ربطها مع الكمبيوتر.

شركة «توشيبا» الرائدة في عالم التكنولوجيا، أعلنت مؤخراً، عن نيتها طرح أجهزة «تلفزيونات خلوية»، وهو يعد الجيل المتقدم من أجهزة التلفزيون عالية الدقة «(HD). تتميز هذه السلسلة الجديدة بأنها مزودة بمعالج دقيق للخلايا، المستخدَم في أجهزة الخلوي، ما يسمح برفع دقة عرض الصور لتصل إلى حوالي 4000*2000 بكسل، أي ضعف مستوى وضوح الأجهزة المتوافرة الآن، مما يفتح الباب أمام تطور جديد على صعيد الأجهزة الإلكترونية.

قبل ذلك، كانت شركة «إل.جي» أنتجت أجهزة تلفزيون يمكن ربطها بالإنترنت، من خلال قطع «شبكية» يتم تثبيتها داخل جهاز التلفزيون، تشتهر بإنتاجها شركة «ياهو»، مما يتيح للمستخدمين مشاهدة التلفزيون وتصفح الإنترنت من خلال الجهاز نفسه.

تعمل الشركة نفسها على إنتاج أجهزة تتميز بدمج الميزات معاً. مؤخراً طرحت الشركة ساعة يد، تتوافر على خدمة البلوتوث، مما يمكّن مستعملها من قراءة الرسائل القصيرة (SMS)، أو رسائل البريد الإلكتروني. هذه الساعة تتفاعل بشكل تكاملي مع أي جهاز خلوي يتمتع بميزات البلوتوث.

«إل. جي» تعتزم قريباً إصدار هاتف فيديو خلوي جديد، يتميز بكونه ساعة يد، يشتمل على شاشة تعمل باللمس، ومزود بكاميرا ومكبر صوت، ويتيح الاتصال بصور الفيديو السريعة، كما أنه مزود بنظام التعرف إلى الصوت، ويقوم بتحويل النص إلى صوت، وتتوافر فيه ميزة البلوتوث، وقارئ الملفات الصوتية MP3.

رغم أن مثل هذه الأجهزة تعدّ غير فعالة على المستوى العملي - كيف يمكن استخدام الهاتف الخلوي على شكل ساعة يد، مثلاً- إلا أن الشركات الكبرى في هذا المجال تقول إن هذه ليست سوى البداية على طريق تطوير جميع الأجهزة الإلكترونية، لتسهيل الحياة، و«ربط» المستخدمين، قدر الإمكان، بأجهزتهم المفضّلة التي يستخدمونها طوال الوقت.

بدأت الشركات تتنافس في ما بينها بهذه الخاصية الجديدة «الدمج»، التي تفتح الباب أمام ميزات تكنولوجية جديدة، ما يعني التوفير على المستهلكين بتقليل عدد الأجهزة، ولربما سنشهد قريباً جهازاً يجمع ميزات الهاتف والتلفزيون والكمبيوتر معاً في جهاز واحد.

مستقبل التكنولوجيا: دمج الأجهزة معاً
 
15-Jan-2009
 
العدد 59