العدد 9 - أردني
 

تنقضي مرحلة ذهاب دوري أندية الدرجة الممتازة بكرة السلة من دون أن تشهد الجولات السبع ما يوحي باحتمالية زوال الجفاء بين الجماهير والمدرجات، وهي الظاهرة المستمرة منذ مواسم عدة.

غياب التشجيع عن المنافسات عده بعض المتابعين «ظلماً للعبة التي تشهد قفزات نوعية على المستوى الآسيوي». ويرون أن المدرجات بقيت تبحث عمن يوقظها من سباتها ويشعل فيها الدفء بعدما عانت طويلاً من إهمال الجماهير.

ومع ابتعاد ناديي الأهلي والجزيرة عن المنافسة وتذبذب مستوى الأرثوذكسي وعدم قدرة الوحدات على الاستمرارية، يؤكد مراقبون بأن اللعبة فقدت بريقها الجماهيري، لما شكلته تلك الأندية من ثقل جماهيري للعبة ككل.

ورغم أن فرقاً عريقة مثل: الارثوذكسي، والوحدات، والحسين- اربد ما تزال تشارك في منافسات هذا الدوري، إلا أن سيطرة أندية الشركات على الألقاب، أبرزها فاست لينك سابقاً و«زين» حالياً مع احتلال الرياضي- أرامكس والأرينا مراكز متقدمة، هي العلامة الجديدة التي فرضها واقع الاحتراف منذ العام 2003 وحتى الآن.

«زين» يتربع وحيداً على عرش صدارة الدوري فيما يحتل الرياضي المركز الثاني، ويأتي الأرثوذكسي والأرينا بالمركزين الثالث والرابع، وتقبع أندية الوحدات والحسين والكلية والعودة في المراكز الأربعة الأخيرة.

أيام الدوري ما تزال طويلة حيث ستشهد مرحلة الإياب استمرار الفرز قبل تأهل 6 فرق لدوري «البلاي أوف» وهبوط فريقين للدرجة الأولى.

ارتفاع المستوى الفني للدوري، بحسب ما كان متوقعاً بعد المباراة النارية التي جمعت الرياضي والارثوذكسي وشهدت فوز الأول بنتيجة 89-78 (بعد التمديد للتعادل 75-75 في الوقت الأصلي)، هذا الارتفاع لم يكن كفيلاً بعودة الجماهير حتى في مباراة القمة التي جمعت بعد ذلك زين مع الأرثوذكسي.

أمين سر نادي الرياضي، فادي الصباح، يرى أن تطبيق الاحتراف ساهم في رفع المستوى الفني لفرق دون أخرى، ما انعكس سلبياً على الأندية الجماهيرية التي تراجعت نتائجها في وقت تزامن مع تراجع جماهيرها عن المؤازرة.

الصباح، يرى أن الأمل مرهون بأن تنهض الأندية بمشاريع تسويقية تدعم من خلالها الفرق التابعة لها. إلا أنه يحمل اتحاد كرة السلة مسؤولية كبيرة في توجيه الدعم نحو تعزيز القدرات الوطنية بدلاً من التركيز على الاستثمار بالمدربين واللاعبين الأجانب.

ويضيف الصباح أن ما حققته كرة السلة الأردنية من إنجازات مؤخراً، سواء عن طريق نادي زين المدجج بالإمكانيات المادية واللاعبين الأجانب، أو المنتخب الوطني الذي لحق بركب «التجنيس» يعتبر مصدراً للفخر والاعتزاز، لكنه يرى أن هذه الإنجازات لم تحفز الجماهير على الحضور الى الملعب، وربما يحتاج عشاق اللعبة الى المزيد من الوقت والخطط التسويقية التي تتناسب مع العائلات والأجيال الجديدة.

رئيس نادي «زين»، د. نصوح القادري، يؤكد بأن إنشاء النادي من قبل الشركة بدلاً من توجيه الدعم لأندية قديمة، جاء بدافع تطبيق أفكار احترافية تتناسب مع الوضع التنافسي في المنطقة العربية وقارة آسيا.

زين تمكن وفقاً لذلك من احتلال مركز الوصيف لبطولة العرب والمركز الأول لبطولة آسيا عام 2006، وهو يسعى خلال الموسم الحالي للفوز بلقب البطولتين وتحقيق الثلاثية مع لقب الدوري المحلي.

القادري يشدد على أهمية الجماهير وحتمية عودتها الى الملاعب عندما تصبح كرة السلة الأردنية مصدراً للفخر الوطني كما كانت خلال العصر الذهبي في العقد الثمانيني من القرن الماضي.

«زين» قدم 8 لاعبين للمنتخب الوطني 4 منهم من المغتربين العائدين الى الوطن، ويلفت القادري إلى أن نادي زين يضع امكانياته في خدمة بقية الأندية من خلال برنامج الإعارة، فضلا عن استقطاب اللاعبين الأردنيين المهاجرين في أميركا وغيرها ورفد المنتخب الوطني بهم.

مدير النشاط الرياضي في النادي الأرثوذكسي، عميد أندية كرة السلة الأردنية، ابراهيم عنصرة، يؤكد بأن ناديه قاوم كل الظروف الصعبة التي نتجت عن التحرير والاحتراف والهجرة الجماعية للاعبين في العام 2003، ويرى أنه عائد إلى المنافسة على الألقاب المحلية وفقا للنهج الاحترافي، كما يسعى للمنافسة في بطولتي العرب وآسيا، ليؤكد أن العراقة لن تندثر أمام سطوة المال.

وينوه عنصرة إلى أن جماهير كرة السلة الأردنية ستعود للملاعب عندما تعود أندية العراقة للمنافسة وحصد الألقاب المحلية، كما يراهن على أن الانجازات التي حققها المنتخب الوطني بعد الفوز بكأس العرب، وتطلعه للتأهل الى نهائيات كأس العالم في العام 2010، قد تؤدي الى انتقال التشجيع الجماهير نحو آفاق جديدة.

الجماهير تهجر كرة السلة رغم أدائها القوي – صلاح عمر
 
10-Jan-2008
 
العدد 9