العدد 57 - أردني
 

السّجل - خاص

أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته «السّجل» (للعام الثاني على التوالي)، أن نادر الذهبي رئيس الوزراء هو شخصية العام بنسبة 47.9 في المئة، تلاه خالد الكركي رئيس الجامعة الأردنية بنسبة 3.6 في المئة، فوزير التربية الأسبق خالد طوقان (2.9 في المئة)، فالإعلامي محمد الوكيل (2.7 في المئة)، فرئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي (2.0 في المئة)، فالنائب عبد الرؤوف الروابدة (1.6 في المئة)، فيما نال فهد الفانك 0.7 في المئة.

الاستطلاع يعكس وجهة نظر المواطنين وقادة الرأي المستطلَعين، ويرمي للتعرف على اتجاهات الرأي العام مع انصراف العام وقرب بدء عام جديد.

العينة الوطنية المستطلعة، وكذلك عينة قادة الرأي مجتمعين، رشحت 70 اسماً ليكون كل منها شخصية العام، في حين نفى 16 في المئة وجود شخصية يمكن احتسابها شخصية العام.

الغالبية العظمى من الأسماء الواردة هي لشخصيات سياسية ذات مواقع تنفيذية، أو بيروقراطية بنسبة 53.7 في المئة، ونواب وأعيان بنسبة 10.2 في المئة، وإعلاميين بنسبة 6.7 في المئة.

شخصيات من قطاعات أكاديمية، وممثلين ومغنّين، ورموز من المجتمع المدني لم تنل نسباً ذات بال (أقل من 12 في المئة مجتمعة)، فيما لم يتم اختيار شخصيات من المجال الاقتصادي بتنوع فئاته، كما غابت شخصيات في الوسط الثقافي (خارج إطار الممثلين والمغنّين)، ولم ترد أسماء ذات علاقة بالعمل الاجتماعي، وغاب عن القائمة قادة أحزاب وتيارات سياسية.

تضمن الاستطلاع سؤالاً للتعرف على السبب الرئيسي الذي حدا بكل مستجيب لاختيار شخصية بعينها.

رئيس الوزراء الذي حاز أعلى النسب، كان السبب الرئيسي لاختياره، هو إنجازه في موقعه بنسبة 52 في المئة، وأورد 29.5 في المئة من الذين اختاروه أن سبب اختيارهم له يعود لنزاهته وصدقه وشفافيته، فيما أفاد 17.0 من الذين اختاروه كشخصية للعام، بأن اختيارهم للذهبي جاء نتيجة قرارات تخفيض أسعار المحروقات ورفع الرواتب.

أما الشخصيات الأخرى التي اختيرت كشخصيات للعام، فقد أفاد 69.8 في المئة بأنهم اختاروا هذه الشخصيات لإنجازها في مواقعها، فيما عزا 15.8 في المئة بأنهم اختاروا هذه الشخصيات نتيجة تمتعها بسمات إيجابية محببة مثل: التواضع، الصدق، والكرم. ونسبة 7.9 في المئة بررت اختيارها بأن من تم اختيارهم يعبّرون عن هموم المواطنين ومشاعرهم. وأفاد 3.6 في المئة بأنهم اختاروا هذه الشخصيات نتيجة مساهمتها في حلّ المشاكل بين المواطنين ورأب الصدع بين متخاصمين من المواطنين.

تُظهر هذه النتائج والأسباب المفسرة لاختيار هذه الشخصيات، بأن التركيز ينصبّ على الشخصيات السياسية ذات المواقع التنفيذية والتشريعية أو رؤساء بلديات، وهو يعكس، إلى حدّ كبير، حقيقة أن خيارات المجتمع مرتبطة بشكل عضوي بالدولة وأطرها، ما يعني أن المجال العام يقع تحت نفوذ أولئك السياسيين الذين يتولون مواقع تنفيذية أو مناصب رفيعة، إذ إن المجال العام لا يتيح -أو هو «غير مخترق»- من شخصيات عامة ذات مساهمات في قطاعاتها، لكنها لا ترتبط بمنصب سياسي. بذلك، فإن الدولة بأجهزتها المختلفة ما زالت المصدر الأساسي لتظهير شخصيات عامة، ما دامت هذه الشخصيات في مواقعها ومناصبها في الدولة، ثم لا تلبث هذه الشخصيات أن تفقد نفوذها المعنوي في المجال العام حال فقدانها لموقعها في الدولة.

يُذكر أن رئيس الوزراء السابق معروف البخيت، حظي باختياره شخصية العام 2007 في الاستطلاع الذي أجرته السّجل العام الماضي. كان البخيت نال ما نسبته نحو 13 في المئة، فيما حقق الذهبي هذا العام أربعة أضعاف ما ناله البخيت. بينما احتل الذهبي في استطلاع العام الماضي الموقع الثاني، بما نسبته 12 في المئة، وكان مضى شهر على تشكيله حكومته (راجع «السّجل»، العدد السابع).

وفيما فاز الإعلامي محمد الوكيل بالموقع الثاني في الاستطلاع السابق بنسبة 5، 6 في المئة، فإن الموقع الثاني للعام 2008 احتله رئيس الجامعة الأردنية خالد الكركي بنسبة 3، 6 في المئة، وكان للقرار بعودة انتخاب أعضاء اتحاد طلبة الجامعة أثر في هذا الاختيار. واحتفظ وزير التربية والتعليم السابق ورئيس هيئة الطاقة النووية الحالية خالد طوقان بالموقع الثالث، مع فارق كبير بين النسبة التي حظي بها العام الماضي (10، 1 في المئة) عن النسبة الجديدة وهي 3، 6 في المئة. وتقدم الإعلامي محمد الوكيل من الموقع الخامس إلى الموقع الرابع هذا العام، لكن مع تراجع نسبة اختياره من 5، 6 في المئة إلى 2، 7 في المئة. وقد جاء متقدما على نسبة اختيار رئيس مجلس النواب م.عبد الهادي المجالي (2 في المئة)، ورئيس الوزراء الأسبق والنائب الحالي عبد الرؤوف الروابدة (1، 6 في المئة).

إلى ذلك، يعكس الاستطلاع افتقاد المجتمع إلى دينامية نقل أشخاص ذوي نجاح في قطاع ما أو مجال محدد، إلى منزلة ذات أهمية في المجال العام. ففي مجتمعات أخرى، تتقاسم شخصيات خارج إطار العمل السياسي أو مؤسسات الدولة المكانة والمنزلة في المجال العام، مثل: شخصيات رياضية, وثقافية (مخرجون، مطربون، رسامون)، أو شخصيات ذات علاقة بالعمل الاجتماعي أو الطوعي... إلخ.

علاوة على احتلال ذوي المناصب السياسية المجال العام، فمن الواضح أن الرأي العام وقادة الرأي، يوردون أسباباً خاصة لدى اختيارهم لشخصيات من ذوي المناصب العامة، فالإنجاز المتوقع يجب أن يكون العامل الأساسي لبقاء أي شخصية في موقعها، فوجود شخص ما في موقعه يجب أن يرتبط بإنجازه كما يحتّم عليه موقعه أو منصبه.

النزاهة والصدق والشفافية سماتٌ أخرى يجب أن يتمتع بها كل شخص يتولى منصبا عاما، حيث من المستغرب أن تكون نزاهة صاحب المنصب العام (يُفترض أن هذا تحصيل حاصل) سبباً في اختياره كشخصية عامة، حيث يثير هذا افتراضاً أو يؤشر لانطباع بأن أصحاب المناصب العامة قد يكونون من غير النزيهين أو الشفافين.

تعكس النتائج أيضاً كون الرأي العام وقادته يتأثرون بالأحداث الجارية وقت استطلاع الرأي، وأن اختيارهم لشخصية العام غير قائم على معرفة تراكمية تأخذ في الحسبان مساهمات هذه الشخصية على مدار العام. هذا يبدو واضحا في اختيار رئيس الجامعة الأردنية كشخصية من شخصيات العام، وتفسير هذا الاختيار يعود لإجرائه انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة، قبل أيام على تنفيذ الاستطلاع.

غياب أسماء قادة الأحزاب والتيارات السياسية.. استطلاع “السّجل”:نادر الذهبي شخصية العام
 
01-Jan-2009
 
العدد 57