العدد 1 - علوم وتكنولوجيا
 

يصفه كثيرون بالادمان الجديد، واصبح لدى الكثير من الأردنيين محطتهم الصباحية الأولى على الانترنت، فيما يعتقد العديد حول العالم انه تجسيد واضح لثورة الشبكات الاجتماعية.

وأصبح "فيس بوك" بسرعة، خصوصا انه اطلق في شباط/فبراير 2004، فقط، وسيلة الاتصال الاكثر استعمالا في جميع انحاء العالم بعدما اعلن ان عدد الاعضاء الناشطين به قد تجاوز 34 مليون من كل أنحاء العالم.

ويلاقي فيس بوك رواجا واسعا بين الشــبان والشابات في العالم العربي خاصة انه فكرته البسيطة والخلاقة تتمحور حول انـــشاء صفحة لكل مســـتخدم تخلق شبكة من العلاقـــات الاجتماعية التي تربط المستخـــدمين بعضهم ببعض، وتتيح لهم مـــشاركة صورهم وأخبارهم ونشاطاتهم، مع زملائهم وأصدقائهم، وتبقيهم على اتصال.

ويعتبر "فيس بوك" ميزة مهمة للجيل الثاني Web 2.0 من الانترنت الذي يوفر للمستخدم ملفا، يتضمن صورة رئيسة، وأي معلومات أخرى ، فضلا عن جدار (وهمي) يكتب فيه المشترك ما يشاء ويضيف ألبومات صور وملفات أخرى وقائمة بالأصدقاء، الذين «يضيفهم» هو.

الأردنيون: الأكثر نشاطا

وبجولة على صفحات "الفيس بوك"، نجد الاردنيين نشطون جدا على هذه الشبكة الاجتماعية المتنامية، يضيفون الصور والمحتويات والكثير من الدعوات للأنشطة الثقافية، خصوصا ان الموقع يوفر خدمة الدعوة الى الانشطة وخدمة تأكيد حضورها.

وتضم مجموعة «الأردن» على الموقع نحو 58 ألف مشترك، مقارنة بمجموعة سوريا التي تضم حوالي 24 الف عضو فقط. وتضم مجموعة «مصر» 211 ألف عضو ومجموعة «المغرب» نحو 14 ألف عضو فقط. وبحسبة بسيطة، يتبين أن الأردنيين نسبة الى عدد السكان من أكثر الشعوب «نشاطا» على "فيس بوك".

ويقول أنس فوزي الذي يستخدم الموقع منذ ستة أشهر ان أكثر ما يميز الموقع بالنسبة له هو توفيره لدرجة عالية من الخصوصية بحيث يتيح له التحكم بعرض المعلومات والصور التي يريدها للآخرين، أو حجبها، بحيث لا يراها إلا هو فقط، أو من يختاره من اصدقائه.

وكوِّن المشتركون الأردنيون مئات وربما آلاف المجموعات على الشبكة التي تراوحت بين التسلية مثل مجموعة «يرحم جدك» التي تجمع أكثر من أربعة آلاف عضو، كونها المستخدم الاردني «مو عرفة»، وتتمحور حول أن يأتي المستخدمون بأكثر ما يمكن من العبارات التي تبدأ ب "يرحم جدك" مثل: "يرحم جدك كان يفكر عبدون زلمة" الى «يرحم جدك كان ياكل بزر بالشوكة والسكين» وحتى «يرحم جدك كان يسبح بسيل الزرقاء».

كما تتسم كثير من المجموعات بصفة الفكاهة مثل مجموعة "الى متى سنظل نشرب الشاي في كاسات الجبنة" ومجموعة "الفيس بريسلي كان اصله من الزرقاء" و"مجموعة محبي المنسف".

وسيلة «غير متناهية» لربط الأصدقاء

وفر الموقع للكثير من الأردنيين كما المستخدمين حول العالم فرصة البحث عن اصدقاء انقطعت صلتهم بهم أو زملائهم الجامعيين، او حتى تكوين مجموعات عائلية خاصة مثل مجموعة عشائر شمال الأردن، أو مجموعات عائلات خاصة مثل العالول والقاضي ومجموعات خاصة بخريجي الجامعات مثل الأهلية والتطبيقية.

فيس بوك وسيلة للتسويق

ويقوم العديد من المستخدمين باستخدام الموقع للدعوة الى حفلات أو فعاليات خاصة، مثل الاعلامية سيرين الأحمد التى دعت اكثر من 200 مستخدم للموقع الى حفل اطلاق كتابها «أوراق على حبل غسيل».

وتقول الأحمد: "أعتقد بأن فيس بوك وسيــلة تسويق رائعة جدا، حيث لم يستغرقني خلق مجموعة الدعـوة ودعوة الكثير من اصـــدقائي أكثر من 15 دقيـقة، وحضر الحفل الذي أقمتــه كثير من المستخــدمين الذين دعوا أصدقاءهم أيضا بواسطة فيس بوك".

ولكن الكثير من الأردنيين تجنبوا الموقع لما وصفوه بأنه "يشجع على بعض العادات السيئة"، مثل الرغبة في التلصص على الآخرين والفضول في معرفة أخبارهم مثل المعلمة هبة مطر التي وجدت فيه إدمانا يستنزف وقتها.

كما قامت ايمان عمري بإلغاء صفحتها في الموقع بعدما اصبحت تقضي في تصفحه أكثر من 5 ساعات يوميا، وقالت انه اصبح يستنزف وقتا كثيرا تستطيع "ان تستخدمه في الشغل وعمل شيء مفيد".

وفي حمى المعركة الانتخابية في الأردن، يتم استخدام الموقع للترويج لمرشحين مثل مجموعة مرشح الدائرة الثالثة عبد الرحيم البقاعي، أو المرشحة فداء مصاروة حتر، ولكل منهما «صفحة» على الموقع يستخدمانها لوضع معلومات شخصية وبيانات انتخابية، فيما امتلأت هذه الصفحات بدعوات اعضائها للمرشحين بالتوفيق والنجاح في السباق نحو البرلمان.

الأردنيون على فيس بوك: تعارف وتسلية.. والقليل من السياسة – علا فرواتي
 
08-Nov-2007
 
العدد 1