العدد 9 - علوم وتكنولوجيا
 

بخطوات بطيئة، لكن بثبات، بدأت برمجيات وتطبيقات المصادر المفتوحة open sources بأخذ موقع مهم لها على كمبيوترات الأردنيين بعد أن هيمنت عليها مطولاً أنظمة عملاق البرمجيات مايكروسوفت.

الأمن والكلفة و”الاعتمادية” العالية التي تقدمها هذه الأنظمة ببرامجها العديدة كانت وراء جعل برمجيات المصادر المفتوحة موئلاً للعديد من الشركات والمستخدمين في الأردن، رغم أنه من الصعوبة بمكان التفوق على برمجيات مايكروسوفت التي تسيطر على نحو 95 بالمئة من أنظمة تشغيل الكمبيوترات الشخصية في العالم.

ولكن هذه الأنظمة التي تمتاز بمجانيتها وقدرتها العالية على “التكيف” مع احتياجات الشركات والأفراد، تجد لها مناصرين في الأردن يتمثلون في مجموعة من الشباب، يكونون جماعة بدأت في النمو، وأخذت على عاتقها نشر وبيان ميزات برمجيات “المصادر المفتوحة” لجمهور متعطش لتكنولوجيا سهلة التطبيق بلا أي ثقل على “الجيوب”.

مطّور المواقع الإلكترونية جاد ماضي، يرى أن برمجيات المصادر المفتوحة مثل لاينكس Linux ومتصفح فايرفوكس Fire fox وغيرها من البرامج هي الأمثل للمستخدمين الذين يودون الحصول على تطبيقات متميزة من دون الحاجة إلى “تنزيل” برمجيات “مسروقة” أو غير مرخصة من مايكروسوفت.

ويقول ماضي: “المصادر المفتوحة مثال حي لالتزام الأردن بحقوق الملكية الفكرية.”

مناصرو حركة المصادر المفتوحة يؤكدون أنها أصبحت تنازع مايكروسوفت على عرش البرمجيات وتهدد بإسقاط نظام التشغيل “ويندوز” لكنهم يشتكون من أن مايكروسوفت بدلاً من “إعادة تجديد نفسها”، تستخدم التهديدات القانونية والصفقات قصيرة المدى والتخويف كرد على هذا التهديد.

لكن هذه الاستراتيجية لن تنفع، بحسب مختصين في إبعاد خطر “لينكس”، فعلى الرغم من أن “لينكس” ونموذج المصدر المفتوح ما يزال بعيداً عن الكمال، إلا أن احتمالات تفوقه على ويندوز هي في تزايد مستمر. إذ يمكن لنموذج المصدر المفتوح أن يصبح النموذج المسيطر على إنتاج البرمجيات بإدخال بعض التحسينات عليه.

نظام لينكس مثلاً يعمل على كل شيء من المسيّرات (Routers) مروراً بالهواتف الخلوية وانتهاء بحواسيب IBM الكبيرة (Mainframes) فضلاً عن الكمبيوترات الشخصية التي لها الحصة الأكبر من الانتشار. وأصبح بائعو البرمجيات التجارية للمصادر المفتوحة يزودون العديد من أسواق البرمجيات الهامة، فمثلاً، تألقت شركة Red hat التي يبلغ رأسمالها 200 مليون دولار، ومعدّل نموها السنوي 50 بالمئة في مجال بيع نظام التشغيل لينكس، وفي مجال برامج إدارة قواعد البيانات هنالك برنامج MySQL الذي يدر عائدات تبلغ حوالي 20 مليون دولار وتتضاعف هذه العائدات كل سنة، أما في مجال برمجيات خدمة التطبيقات، فهنالك برنامج JBoss، وأخيراً جاء برنامج Covalent ليغطي احتياجات سيرفرات الويب.

السيطرة التامة على سوق السيرفرات من قبل لينكس تبدو أمراً مفروغاً منه، حيث يقول مايكل تايمان، نائب رئيس قسم شؤون المصادر المفتوحة في شركة Red hat: “لقد انهزم يونكس في هذا المجال، كما أن مايكروسوفت لا تستطيع عمل شيء للسيطرة على سوق السيرفرات ... هذا القطاع هو لنا”. وبالطبع ترى مايكروسوفت الأمور بشكل مختلف، لكن استطلاعات الرأي أثبتت بأن عائدات لينكس في سوق السيرفرات تنمو بنسبة تتعدى 40 بالمئة في كل سنة، في مقابل نسبة أقل من 20 بالمئة في السنة لصالح ويندوز. أما نظام يونكس، فهو آخذ بالتلاشي.

أحد مؤسسي مجموعة مستخدمي لينكس في الأردن Jordan Linux Users Group JOLUG خميس سكسك يؤكد أن استخدام المصادر المفتوحة في الأردن «يكبر شيئاً فشيئاً» وخاصة عند الشركات الكبرى التي تعمل في مجال الإتصالات أو تلك التي تعمل في مجال تطوير بوابات ومواقع الإنترنت.

سكسك يؤكد أن الشركات أكثر ميلاً إلى استخدام المصادر المفتوحة نظراً لكلفتها الأقل وإمكانية تعديلها بما يناسب احتياجات هذه الشركات باستخدام مواردها البشرية من دون الاضطرار إلى الاعتماد على الشركات الأخرى. سكسك يرى أن استخدام المصادر المفتوحة في الشركات يحمي «أموال البلد» التي «تتسرب» إلى الخارج نحو شركات تعتمد على برمجيات مايكروسوفت «باهظة الثمن.»

ونظراً لسمو أهداف حركة المصادر المفتوحة التي أخذت على عاتقها «تحرير التكنولوجيا» من احتكار مايكروسوفت فإنها تجد مناصرين في كل العالم من الذين شكلوا مجموعات دعم غير محدودة تقدم المساعدة والدعم الفني للعاملين في القطاع من مطورين ومحبي التكنولوجيا «النظيفة» من مستخدمين.

ويشير سكسك، الذي يعمل مدير مشاريع في إحدى شركات البرمجة، إلى أن لينكس يوفر حماية تامة لأجهزة الكمبيوتر حيث لا تحتاج الأجهزة العاملة بنظام التشغيل لينكس إلى أي برامج حماية.

على صعيد الشركات، ركبت العديد من المؤسسات الأردنية موجة المصادر المفتوحة بتقديم خدمات وبرمجيات للشركات ومنتجات «مكيفة» بحسب احتياجات هذه الشركات.

كفاح العيسى، مؤسس شركة البرمجيات الحرة freesoft التي تقدم خدماتها لشركات كبرى مثل مجموعة الاتصالات الأردنية (في مجال تطوير موقع وخدمات bareed.jo وبوابة D1G.com الخاصة بشركة دي ون جي) يؤكد أن استخدام المصادر المفتوحة يعطي وفراً عاليا للشركات، ويزيد تنافسية شركته التي تأسست عام 2002.

الأردنيون يركبون موجة "المصادر المفتوحة" – علا فرواتي
 
10-Jan-2008
 
العدد 9