العدد 56 - حتى باب الدار
 

في البلد اهتمام كبير بـما يسمى «اقتصاد المعرفة»، والواقع أن الخبرة المحلية في الموضوع جيدة.

«المعرفة» -وتلفظ بكسر العين وتسكين الراء- وجمعها «معارف»، هي كلمة محببة إلى قلوب الأردنيين، فمن الأمور المفرحة أن يجد الواحد منا أحد «معارفه» في دائرة ما ويساعده في تسيير أموره في تلك الدائرة، وتعتبر العبارة القائلة إن «المعرفة مليحة» بمثابة عرف أو قانون غير مكتوب لكنه واسع الانتشار.

وفي هذا بالذات تتجلى الجدوى الاقتصادية لـ«المعرفة» و«المعارف» عموماً، حيث يقوم هؤلاء «المعارف» بالدور الرئيسي في مكافحة الترهل والبيروقراطية، فهم يزيلون كافة العوائق الإدارية أمام الناس الذين يعتبرونهم «معارف».

من اللافت هنا، من الناحية اللغوية، أن «المعرفة» اسم مذكر وليس مؤنثاً، فالواحد منا يقول: «لي معرفة يمشي لي بمعاملتي» ولا يقول: «لي معرفة تمشي».

يكون الواحد منا محظوظاً إذا كانت «معارفه كثيرة»، وقد يقصده الآخرون باعتباره «وسيطاً أولياً»، أو وسيطاً نحو الواسطة، ولكن في بعض الحالات يكون «المعرفة» هو نفسه الواسطة.

لا يشترط أن تكون المعرفة جديدة، ذلك أنه قد يكون لك «معرفة قديمة»، ويخدمك أفضل من «المعرفة الجديدة»، والمهم في «المعرفة» ليس كونه جديداً أو قديماً، بل المهم أن «يمون» على ما تريده منه.

كما ترون، ليس صدفة أن وزارة التربية، كانت تسمى فيما مضى «وزارة المعارف».

معرفة قديمة
 
25-Dec-2008
 
العدد 56