العدد 55 - أردني
 

عدي الريماوي

التأريخ لبلدية عمان يبدأ بخطوة تأسيس المجلس البلدي فيها 1909، ثم تحولها لمركز مديرية ناحية في 1914. وقد انطلقت "بلدية عمان" التي كان يبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت نحو ألفي نسمة، وتطورت هذه المدينة مع تزايد النشاط التجاري فيها، فاجتذبت تجارا من السلط ونابلس ودمشق، وما لبث أن انضم إليهم آلاف آخرون من التجار الفلسطينيين الذين هجرتهم النكبة العام 1948، أو ممن بقوا في مدنهم في الضفة الغربية التي انضمت إلى الضفة الشرقية في إطار المملكة الأردنية الهاشمية.

في خمسينيات القرن الماضي، أصبحت بلدية عمان "أمانة العاصمة"، وذلك استجابة للتوسع المستمر للمدينة الذي بدأ يخطو خطوات واسعة منذ ذلك العقد. وفي العام 1987 أطلق عليها مسمى "أمانة عمان الكبرى"، بعد ضم بعض البلديات القريبة من مركز العاصمة إليها، واليوم يعمل في أمانة عمان الكبرى ما يزيد على 18 ألف موظف، لخدمة مدينة تبلغ مساحتها 1700 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2.2 مليون نسمة، موزعة على 27 منطقة إدارية بحسب تنظيمات الأمانة، ويعمل مجلس أمانة عمان الكبرى الذي يضم 68 عضواً برئاسة أمين عمان، على تسيير أعمال المدينة.

يعود تاريخ مدينة عمان إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، حيث تغير اسمها مع العهود التي توالت عليها، فقد سميت ربة عمون في عهد العمونيين، وفيلادلفيا في العهد اليوناني نسبة للإمبراطور بطليموس فيلادلفيوس، ثم عاد إليها اسمها ثانية مع إسقاط كلمة ربة، فبقي اسم عمون الذي تحور إلى عمان. في العام 1876 استقبلت عمان أول فوج من الشراكسة المهاجرين هربا من نير القيصرية الروسية. أقام هؤلاء على سفح جبل القلعة، فأصبح الحي يعرف باسم حي الشابسوغ نسبة إلى عائلة "الشابسوغ" التي كان ينتمي إليها معظم هؤلاء المهاجرين الشراكسة.

شعار الأمانة الحالي الذي تم اختياره في تشرين الثاني العام 1983، يتكون من اللونين الأخضر والبني؛ ويرمز اللون الأخضر فيه إلى عمان الخضراء "عمان الخير"، أما اللون البني الغامق فهو لشكل المدرج الروماني، دلالة على الحضارات التي مرت على المدينة، في حين كتبت كلمة عمان بالخط الكوفي الإسلامي وتشكل ثلاثة أقواس إسلامية ذات لون برتقالي، يرمز لجميع بلديات العالم. وسيتم استحداث شعار جديد آخر للمدينة، مع احتفالها بمئوتها في العام المقبل، وقد شارك مواطنو عمان في أواخر الشهر الماضي، بالمساعدة في اختيار شعار جديد من بين أربعة شعارات تم اختيارها، ليكون أحدها هو الشعار الجديد للأمانة.

يصف فؤاد البخاري، 72 عاماً، مسيرة التوسع التي قطعتها عمان بالهائل والذي «لا يصدق»، فقد كانت صويلح في الخمسينيات مجرد قرية صغيرة، وكان مركز المدينة يمتد في السابق حول سقف السيل وشارع المحطة والمهاجرين، لكن «الحياة انتعشت في عمان بعد حرب 48، ومجيء اللاجئين من فلسطين، وكان الشراكسة والشوام أول من سكنوا في المدينة». ويتذكر البخاري أن مناطق مثل جبل الجوفة والعبدلي كانت فارغة تماماً، في حين كان الناس يتحدثون عند ذهابهم للدوار الأول بأنه رحلة للـ» البرية»، في حين كان طريق المحطة مليئاً بالأشجار والمزارع والبساتين التي نبتت حول مياه السيل الذي كان يتسع مجراه في تلك المنطقة.

«التوسع العمراني تم على حساب الأراضي الخصبة في مرج الحمام والبيادر، وكان من الواجب المحافظة على هذه الأراضي بدلاً من ملئها بالعمارات والبيوت»، يقول البخاري مشيرا إلى أن على الأمانة العمل على حفظ البيوت القديمة، والأماكن التراثية مثل المقاهي والمطاعم في وسط البلد، لأنها تجلب السياح.

تحتفل بمئويتها العام المقبل: أمانة عمان الكبرى: 18 ألف موظف لـ 2.2 مليون نسمة
 
14-Dec-2008
 
العدد 55