العدد 54 - زووم
 

خالد أبو الخير

فيض من الأثاث بين قديم وحديث، يشكل المشهد الجديد لـ«الجورة» التي تنغرز في طينها أرجل عمان، حين يباغتها المطر.

لكن المكان يتسع أيضاً لباعة «ما هب ودب» من مستخلصات حاويات النفايات، وثلة من البالة، وطائفة من هواتف خلوية قلما يعرف مصدرها، لدرجة أنها اكتسبت اسمها الجديد من هذه الأخيرة، فصار يطلق عليها اسم «الجورة لينك».

كان هناك زمان عرفت فيه «الجورة»، وهي منخفض من الأرض قرب المستشفى الطلياني وعلى بعد أمتار من «سوق الحرامية»، كمركز لتوزيع المساعدات على النازحين في أعقاب حرب 1967، ثم كسوق بالة، قبل أن تتحول إلى سوق لبيع الأثاث المستعمل، ثم كموقف سيارات.

«تعود ملكية الجورة إلى وزارة الأوقاف، وهي مؤجرة لمستثمر على أساس أن تكون موقفاً للسيارات، إلا أن الأخير استخدمها في تأجير البسطات»، وفق باعة في «الجورة» التي يحدها النسيان.

تعد الجورة مكاناً خطراً على المستوى الأمني، ما دعا محافظ العاصمة إلى إغلاق سوقها مراراً، على زعم أن بائعين فيها يمارسون أعمالاً غير مشروعة، وبطرق ملتوية، من بينها بيع الماركات المقلدة للأجهزة الكهربائية والساعات العالمية، فضلاً عن بيع مسروقات وحبوب مخدرة.

من يطيل التحديق إلى الأثاث المستعمل قد يستعيد قول مظفر النواب: «مو حزن لكن حزين، مثل تخت العشق من ينباع خردة عشق من تمضي السنين».

مشهد الجورة يثير أقل ما يثير، مشاعر الحزن.

الجورة.. أقدام عمان تنغرز في طين السنين
 
04-Dec-2008
 
العدد 54