العدد 53 - أردني
 

عدي الريماوي

مع أنها أصبحت واحدة من أكبر الحركات السياسية في العالم العربي، فإن «جماعة الإخوان المسلمين» تأسست في مصر العام 1928 بوصفها «جمعية خيرية». كانت فكرة مؤسس الجماعة، حسن البنا، إنشاء جمعية تعنى بالإصلاح الاجتماعي، لكن عمل الجماعة تطور وتشعب بحيث شمل الأنشطة السياسية والعسكرية والاجتماعية، وأنشأت لها فروعاً في دول أخرى حتى أصبحت ترتبط بجماعات في أكثر من 72 دولة تحمل فكرها. كما ترتبط بها بعض الأجنحة العسكرية، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق، وقوات فجر في لبنان.

بدأت الجمعية الحركة بالانتشار في سنوات الأربعينات، فدخلت سورية في العام 1944، وفي العام 1945 أنشئ فرع لها في الأردن أسسه الحاج عبد اللطيف أبو قورة، وكان على علاقة بحسن البنا، وسجلت وقتها كجمعية خيرية. تركزت نشاطات الجماعة في تلك الفترة في إقامة ندوات ومحاضرات واحتفالات إسلامية، والقيام بالأعمال الخيرية. في العام 1953، بعد انتخاب محمد عبد الرحمن خليفة مراقباً عاماً للجماعة، بدأت بالتطور وبإنشاء نظام أساسي لها، وشاركت في الانتخابات النيابية في العام 1956، ونجح لها أربعة مرشحين. في العام 1963 تم إنشاء جمعية المركز الإسلامي الخيرية، ثم إنشاء المستشفى الإسلامي في 1982 في عمان، وبدأت هذه القوة بالنمو لتصبح من القوى الفاعلة في المجتمع الأردني.

في بداية عقد التسعينيات بدت هذه الجمعية ـ الجماعة الأكثر حضوراً ونجاحاً بين القوى السياسية المختلفة، بنيل 22 مقعداً في مجلس النواب إضافة إلى رئاسة المجلس، وشاركت بخمسة وزراء في الحكومة العام 1991، وتم وقتها إنشاء «حزب جبهة العمل الإسلامي» الذي أصبح الواجهة السياسية لهذه الحركة، واستمر بالمشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية وحصد أعداداً كبيرة من المقاعد. إلا أن هذه الأعداد سجلت تراجعاً في الانتخابات النيابية الأخيرة لتحصد فقط ستة مقاعد.

يقول زهير أبو الراغب، النائب السابق عن جبهة العمل، أن إنشاء حزب جبهة العمل الإسلامي جاء بعد السماح بإنشاء الأحزاب في الأردن، فعمدت الحركة لتطوير عملها السياسي، بإقامة هذا الحزب. «يجب المشاركة في الحياة السياسية، لأن الإسلام لا يتجزأ وهو يدخل في جميع مناحي الحياة، ومنها العمل السياسي الذي نسعى من خلاله لتطبيق الشريعة الإسلامية». عن البدايات يقول أبو الراغب إن الحركة «عملت على تطوير «نفسها»، من خلال الأعمال الخيرية والمشاركة السياسية، لتحقيق أهدافها بتوعية المجتمع وتثقيفه دينياً». وحتى الآن، فقد عمدت الجماعة -التي ما زالت مسجلة كجمعية خيرية–إلى المحافظة على صفتها كجمعية خيرية منذ إنشائها، لتفادي أي قرار حكومي قد يقضي بحل الأحزاب في مرحلة من المراحل، وكذلك تفادياً لتدخلات وزارة الداخلية.

ظلت الحركة عرضة لحملة سياسية منذ عامين، وثارت مشكلات حول «جمعية المركز الإسلامي» وعن وجود تجاوزات إدارية ومالية داخلها، إضافة إلى اتهامات الحركة للحكومة بتزوير الانتخابات النيابية العام 2007، وجاء استخدام رئيس الوزراء السابق معروف البخيت لمصطلح «جمعية الإخوان المسلمين»، إشارة إلى أصل هذه الحركة كجمعية، ما زاد وقتها من التساؤلات حول إمكانية حل الحركة، أو إعادتها لأصلها بتحويلها إلى جمعية خيرية يحظر عليها العمل السياسي.

الإخوان المسلمون: جمعية، حركة، وتنظيم سياسي
 
27-Nov-2008
 
العدد 53