العدد 53 - ثقافي
 

عدي الريماوي

حقق المسلسل الأردني «الاجتياح» إنجازاً غير مسبوق، بفوزه بجائزة «إيمي» التي تمنحها «الأكاديمية الدولية لفنون التلفزيون والعلوم».

المسلسل من إنتاج «المركز العربي للإنتاج الفني»، وهو يروي قصة حب نشأت بين شاب فلسطيني وفتاة إسرائيلية خلال حصار القوات الإسرائيلية لمخيم جنين وكنيسة المهد في العام 2002. وكانت قناة «إل.بي.سي» الفضائية عرضت المسلسل في رمضان 2007، ثم عرضته الفضائية الليبية هذا العام، فيما رفض عدد من القنوات العربية عرضه.

نجح «الاجتياح» في نقل صورة جريئة للأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، عبر عمل فني متقن تضافرت فيه جهود الممثلين، ومنهم إياد نصار وصبا مبارك، الذين أتقنوا اللهجة الفلسطينية المحكية، مع السيناريو الذي كتبه وليد سيف، وتناول جوانب عدة من القضية الفلسطينية، مع التصوير الناجح الذي قاده المخرج التونسي الموهوب شوقي الماجري، ليكون الناتج عملاً فنياً وصل إلى مصاف العالمية.

المسلسل فاز عن فئة «Telenovela»، أو المسلسلات الطويلة، وتشتهر أميركا الجنوبية بهذا النوع من المسلسلات، وترشح عن الفئة نفسها مسلسلات من الأرجنتين والبرازيل. فوز «الاجتياح» ضمن هذه الفئة، يعبّر عن مدى جودة هذا المسلسل بتغلُّبه على مسلسلات أنتجها «أصحاب المهنة» عالمياً. المسلسلات الطويلة، تجمع الميلودراما مع الأصالة الفنية، وتشتهر بطرح قضايا جريئة، مثل العنف المدني والتمييز العنصري، وقد أثبتت قدرتها على جذب ملايين المشاهدين حول العالم.

ياسر قبيلات، مدير النصوص وتطوير الأفكار في المركز العربي، قال لـ«ے» : «إن القرار الإنتاجي الجريء» هو ما أوصل هذا المسلسل إلى العالمية، فالمنتجون يتجنبون الدخول في مواضيع جريئة في أعمالهم. «هناك الكثيرون في المركز نصحوا المنتج بالتخلي عن فكرته، حتى وصلت به الأمور للقول: رَح أعملوا عن روح أمي. المنتج منح فريق العمل صلاحيات كاملة في الوقت والتكاليف المادية، واستغرق المسلسل 160 يوم عمل، وهو ضعف المعهود في المسلسلات التلفزيونية».

وأضاف قبيلات أن التصفيات تمت على ست مراحل واستمرت ستة أشهر، وعند إعلان نتائج التصفيات النهائية كان «الاجتياح» على رأس قائمة الأعمال المرشحة ضمن فئته. «وصول مسلسل أردني إلى هذا المستوى من المنافسة، يؤكد أن العالم مستعد لسماع الآخرين ما دام أن هناك قصة إنسانية كبيرة. العالم لا يحتاج إلى الخطابات والشعارات، أما القنوات العربية ففضّلت عدم عرض هذا المسلسل، لجرأة طرحه للقضية».

يأتي هذا الفوز بالجائزة العالمية، بعد فوز المركز بجوائز عدة في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الحالي. فقد فاز مسلسل «عودة أبو تايه» بسبع جوائز، وهو إنجاز لم يتحقق لكثير من الأعمال التلفزيونية الضخمة، إضافة إلى فوز مسلسل «سلطانة» من إنتاج المركز أيضاً، بجائزة أفضل إخراج. ويعدّ مهرجان القاهرة من المهرجانات الإعلامية الرائدة في الوطن العربي.

«المركز العربي للإنتاج الفني» دأب على إنتاج أعمال درامية تطرح قضايا شائكة مثل الإرهاب والدعاة، مثل مسلسلَي «الطريق إلى كابول» و«دعاة على أبواب جهنم».

«الطريق إلى كابول» عُرضت بضع حلقات منه قبل أربعة أعوام، وتوقف عرضه بعد تلقّي القنوات التي تعرضه تهديدات من جماعات إسلامية.

إضافة إلى ذلك، أنتج المركز أعمالاً تاريخية لافتة، مثل «أبو جعفر المنصور»، و«أبناء الرشيد». وعن نجاح المركز في معظم أعماله، يقول قبيلات إن الدقة في اختيار الموضوعات، والاقتراب عما يبتعد عنه الآخرين، من أهم أسباب نجاح أعمال المركز.

شهادة ميلاد جديدة للدراما الأردنية: “الاجتياح”: أول مسلسل عربي يفوز بجائزة عالمية
 
27-Nov-2008
 
العدد 53