العدد 8 - رزنامه
 

في معرضه «خزفيات» المقام على قاعة المدينة برأس العين، يواصل التشكيلي الأردني رائد الدحلة عمله التجريدي على مادة الخزف. وجديد الدحلة في هذه التجربة هو إدخاله خامة الزجاج التي تشكل المادة الأساسية للخزفيات، واستخدامه إياها في اللوحات اللونية التجريدية نائياً بها عن الخزف البارد، بما يتيح له التعبير عن مفردات الطبيعة وتجلياتها المختلفة بحرية.

إلى جانب ذلك، يعتمد الدحلة في خزفياته على مادة الطين الأقرب إلى روح الأرض، والتي تشتبك وتتداخل مع خامة الزجاج لتصنع تكوينات تشبه نهراً جارياً يشق طريقه عبر الصخور، أو غيوماً تعبر أفق السماء، أو بلّوراتٍ زرقاء كأنما هي بحر ممتدّ بلا نهاية، أو ناراً مشتعلة بتموجات الأحمر وتدرجاته، أو صخوراً تفتتت أجزاء منها؛ فيما ظلت أخرى تقف بمهابة وغموض. وقد جاءت الأطر المميزة للوحات لتتماهى مع أجواء اللوحة وموضوعها، إذ تم تغليب خامة الخشب بتدرجات ألوان البني المحروق والفتح والترابي..

وتؤشر الأعمال المعروضة ضمن فضاء تجريدي يغلّب ألوان الطبيعة وتعرجاتها وأخاديدها المبدعة رغم ما يظهر من عشوائية في تكوينها، على الأسلوب المميز للدحلة الذي يستمد موضوعاته من الطبيعة فيبدع أشكالاً بسيطة في تكوينها وغنية في دلالاتها التعبيرية.

يمزج الدحلة الحائز جائزة الدولة التقديرية العام 2004 بين التقنيات المختلفة مستخدماً خامات متعددة، وهو يعالج قضايا وجودية بطريقة رمزية، إذ توحي أعماله بأشكال تختزل الزمن وكأنها تحتضن الماضي والمستقبل معاً.

يضم المعرض ما يقارب أربعين عملاً فنياً تتوزع على لوحات ومنحوتات خزفية تحاكي أشكالاً هندسية كالمستطيل والكرات والخطوط الطولية والعرضية المتعرجة والتي تتداخل معاً حيناً وتنفصل حيناً آخر، وقد ينبثق خط طولي من مجموعة خطوط عرضية خارجاً على قاعدته ومستقلاً بذاته، وقد ترتفع خطوط طولية من قاعدة اللوحة لتعانق أخرى تتدلى من أعلى اللوحة، بما يوحي بحركية الحياة وصخبها وتلاطم أمواجها، خصوصاً في ظل تدرّج الألوان وتنوع الخامات التي اكتسبت من خلال توظيف مادة الزجاج لمعةً وبريقاً يجعلها دائمة التوهج والإشعاع.

خزفيات رائد الدخلة.. تكوينات تشي بصخب الحياة – السجل خاص
 
03-Jan-2008
 
العدد 8