العدد 52 - اعلامي
 

السلام لا الرخاء الاقتصادي، هو الضمان الأفضل لحرية الصحافة حول العالم في 2008، حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن «مراسلون بلا حدود» مؤخراً.

 ففي حين جاء أداء الديمقراطيات غير المنخرطة في أي نزاعات جيدا، احتلت دول أخرى، مثل: الولايات المتحدة وإسرائيل، مراتب أدنى.

في تصنيف «مراسلون بلا حدود» الذي درس أوضاع 173 دولة لمدة عام (انتهى في 1 أيلول/سبتمبر 2008)، تصدرت المراتب العشرين الأولى دول أوروبية ديمقراطية و«مسالمة».

لكن الأوضاع ما زالت خطيرة بالنسبة للحريات الصحفية في دول عدة منها كوريا الشمالية وتركمانستان اللتان وصفتهما المنظمة بأنهما «جحيم ثابت ما زال الشعب فيهما منقطعاً عن العالم وخاضعاً لثقل بروباغندا تنتمي إلى عصر آخر».

واحتفظت إرتيريا بأقل معدلات حرية الصحافة في العالم، مع بقاء العديد من صحفييها قيد الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي منذ العام 2001 بأمر من الرئيس إسياس أفوركي.

ورغم تقدم الولايات المتحدة من المرتبة 48 التي احتلتها في العام 2007 إلى المرتبة 36، فقد جاء ترتيبها 119 على مستوى حرية الصحافة خارج أراضيها، ويرجع السبب في ذلك للنزاعات المتواصلة في العراق وأفغانستان.

ووجهت «مراسلون بلا حدود» خطابا إلى باراك أوباما الرئيس الأميركي المنتخب، توضح فيه الحاجة لتوفير مزيد من الحماية للمصادر السرية للصحفيين، وظروف عمل أفضل للمراسلين في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

وتراجعت النيجر إلى المرتبة 130 بعدما كان ترتيبها 87 في العام 2007، بسبب سعي الحكومة إلى إسكات تغطية أعمال التمرد في شمال البلاد. كما سجلت جورجيا تراجعا ملحوظاً عن العام 2007، إذ تقهقرت بـ54 درجة لتحتل المركز 120 من بعد حربها مع روسيا صيف 2008. وقد جاء ترتيب روسيا، التي بدأت فيها محاكمة المتهمين باغتيال صحفية التحقيقات آنا بوليتكوفسكايا في الأسبوع الماضي، المركز 141 في التصنيف.

«مراسلون بلا حدود» انتقدت العديد من الديمقراطيات الرائدة، وقالت إنها تقضي تدريجيا على حرية الصحافة عن طريق عدم فرض قواعد صارمة تحميها، وأشارت إلى تزايد سطوة المحرمات الدينية والسياسية في البلاد، التي كانت تشهد تقدماً ملحوظاً في مجال حرية الصحافة.

ورغم التدهور العام، تقول «مراسلون بلا حدود» إن هناك «دولاً صغيرة ضعيفة اقتصادياً، تتميز بسعيها إلى ضمان حق الشعب بمعارضة الحكومة والإعلان عن رأيه جهاراً رغم من كل ما تعانيه».

وأحرزت بعض الدول الإفريقية، ومنها ناميبيا وغانا ومالي، تقدما عن السنوات السابقة، إذ احتلت مراكز تسبق إسبانيا وإيطاليا اللتين يقول التقرير إنهما تراجعتا بسبب العنف السياسي أو المتعلق بالمافيا.

وعلى النحو نفسه، احتلت جامايكا وكوستاريكا، الدولتان ذات الاقتصاد الناشئ بمنطقة الكاريبي، مراكز أفضل بكثير من فرنسا، مما يوضح أن الازدهار الاقتصادي لم يضمن للإعلام حقوقاً أفضل.

تأخذ «مراسلون بلا حدود» في الحسبان لدى إعداد التصنيف، عدداً من العوامل المختلفة، منها معاملة الصحفيين وحرية التعبير والمعلومات وملكية الإعلام.

مخاطبة أوباما لتوفير ظروف عمل أفضل للصحفيين
 
20-Nov-2008
 
العدد 52